زوجتي قليلة الجمال
كتب بواسطة فيصل العشاري
التاريخ:
فى : ليسكن إليها
1226 مشاهدة
رجل متزوج مِن امرأة عصبية مع أولادها، ويرى كذلك أنها قليلة الجمال، حدثت بينهما مشكلات فأصبح يفكر في طلاقها، ولكنه يخاف على أولاده.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوج مِن امرأة ذات خُلُق، لم أقتنعْ كثيرًا بشكلِها؛ فنسبة جمالها 50% تقريبًا، وتكبرني بفارق قليلٍ في السن، لكني تقبَّلتُ الأمر بصدرٍ رحبٍ، ولم أُشعرها بذلك.
مشكلة زوجتي أنها عصبية جدًّا، وتضرب أولادها بعنفٍ، وتؤنِّبهم كثيرًا، وتريد أن تَفرضَ طريقتها في تربية الأولاد فرضًا، وإذا تدخلتُ ازداد الأمر سوءًا، واتَّسعت المشكلة!
كانتْ زوجتي تَملِك قطعة أرض حاولتْ مرارًا أن تُقنعني بالبناء عليها، وكنتُ أرفض خشية أن تَمُنَّ عليَّ في يوم مِن الأيام بذلك، وفي النهاية وافقتُها، وبنيتُ قطعةَ الأرض، وسجَّلتُ عقدًا مُفاده أننا شركاء في المنزل، فالبناءُ لي والأرضُ لها، وبعد ذلك حصل ما خفتُ منه، فكلما اشتدَّت المشكلاتُ بيننا تقول: هذا بيتي اخرُج منه! وعلمتُ أنها أخْفَتْ العقد في منزل والدتها.
أما المشكلة التي لم أجدْ لها حلًّا فهي العلاقة الحميمة، فهي غير مستقرة تمامًا، وأنا ولا تسير بشكل طبيعي.
فكرتُ في الطلاق، لكني أعود فأتذكَّر أولادي، فأتصبَّر وأُقنِع نفسي بأن الله سيخلف عليَّ خيرًا، وسيَأْجُرني بصبري عليها.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.
لقد طرحت جملة مِن المشكلات التي عَرَضْتَها في استشارتك: جمالها المتوسِّط، ضربها للأولاد، كونها تمنُّ عليك، موضوع العلاقة.
فبخصوص الجمال: قد قمتَ أنت بتجاوُزه لمصلحة الدين والخُلُق، وهذا أمرٌ جيد ولكن بحدود؛ بمعنى: أنَّ الحدود الدنيا للجمال المطلوب في المرأة هي: ذلك الجمالُ الذي لا تَعافه نفسُك، أو لا ترتاح إليه، أما إذا عافَتْهُ نفسُك، فهنا مشكلةٌ تستدعي التدخُّل والعلاج الذي قد يصل في حالات إلى الفراق؛ بسبب عدم القناعة بالجمال، حتى لو كانتْ ذات خُلقٍ.
أما الحدود العليا للجمال المطلوب فهي: ذلك الجمال الذي يُؤدي إلى العشق والحبِّ بين الزوجين، وبينهما منطقةٌ متوسطةٌ لعلها هي التي قصدتَها بتعبيرك: نسبة جمالها 50%، فالجمال أمرٌ نسبيٌّ، وقد تكون جميلة في نظر آخرين، لكنها ليستْ جميلةً في نظرك!
أمَّا ضرب الأولاد: فهي مشكلة فعلًا، لكن الحل عمومًا يكمُن في أمرين:
أولًا: التوافق على مبدأ التربية بينكما، وهذا قد يستغرق مدة طويلة من التعليم والتثقيف، وليس بالأمر السهل أو الهيِّن؛ فلا بد من الصبر!
ثانيًا: ألا يحصل بينكما التعارُض أمام الأولاد؛ بمعنى: أنك تتركها وقت تصرُّفها مع الأولاد، ثم إن هدأتْ نفسُها فاجلِسْ معها على انفرادٍ، وبيِّن لها خطأَ تصرُّفها، ولا تعترضْ عليها أمامَ الأولاد؛ لأنَّ هذا سيُؤدي إلى عنادِها مِن جانبٍ، وإلى الازدواجية في تربية الأولاد مِن جانبٍ آخر.
أمَّا موضوع الأرض وكفاحك مِن أجل بناء البيت: فهو أمرٌ في صالحكما، والأصلُ أن يتمَّ الفصلُ بين الحقوق وبين العلاقة الأسرية؛ فالأب مع ابنه، والزوجةُ مع زوجها، لا ينبغي لهم الركون إلى العلاقات الأسرية، والتساهل في الأمور المتعلقة بالبيع والشراء والملكية، وإنما لا بد لهم مِن اللجوء إلى الأوراق الثبوتية وتوثيق الحقوق، والمفترض أن يكون هناك نسختان مِن ملكية البيت، نسخة بيدكَ ونسخة بيدها؛ لكونكما شريكين في هذا المشروع، وبناءً على ذلك يُمكنك الذَّهاب واستخراج صورة مِن العقد.
النقطة الأخيرة والمهمة هي نقطة الفراش: وهذه تحتاج إلى صبرٍ وتأمُّل ودراسة الأسباب التي تجعلها تصدُّك، أو تُقلِّل مِن مرات التواصُل الجنسي بينكما، والأسباب عادة نوعان:
أسباب صحية، وأسباب نفسية؛ فالأسبابُ الصحية عديدة؛ مثل: تكيُّس المبايض الذي قد يُقلِّل الاستجابة الجنسية لدى المرأة، أما الأسباب النفسية فهي كثيرة أيضًا، وبعد هذه المدة الطويلة مِن العِشْرة بينكما، ينبغي لك أن تكون على دراية بالظروف النفسية التي تُلائمها لطلَب العلاقة الحميمة بينكما.
واصبِرْ حتى يقضيَ الله أمرًا كان مفعولًا، ولا ننصحك بالطلاق، ولكن استكملوا الفحوصات الطبية والنفسية كافةً، ويُمكنكما الاستعانة بطبيبة نساء وتوليد لفحص الهرمونات والمبايض، ويُمكنكما الاستعانة بمختصٍّ نفسيٍّ لفحْص الحالة النفسية لكما كزوجين، والمختصُّ النفسيُّ غير الطبيب النفسي؛ فهو لا يَصِف أدوية، وإنما يتعامل معكما مِن الناحية السلوكية، وتقديم المشورة والنصيحة.
نسأل الله تعالى أن يُيسر أمرَك، وأن يَشرَح صدرَك، وأن يُزوِّدَك التقوى
المصدر : الألوكة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة