مستشار في العلاقات الزوجية وكاتب المتخصص في هذا الموضوع ، حصل على ليسانس اللغة العربية وآدابها من جامعة حلب 1971، ثم على دبلوم التربية من جامعة دمشق 1972، ثم على دبلوم الدراسات العليا من جامعة عين شمس في القاهرة عام 1974 . عمل في الصحافة الكويتية وكان مديراً لتحرير عدد من المجلات الأسبوعية والشهرية، منها مجلة (( النور )) التي ما يزال مديراً لتحريرها منذ عام 1983 صدر له أكثر من ستين مؤلفاً، معظمها في المرأة والأسرة، مدير مركز ثوابت للاستشارات الزوجية، ألقى عشرات المحاضرات وسجل مئات الأحاديث في الإذاعة والتلفزيون ومعظمها في قضايا الأسرة والمجتمع .
التوافه الجسيمة
كتب بواسطة الأستاذ محمد رشيد العويد
التاريخ:
فى : ليسكن إليها
1230 مشاهدة
أعجبني الوصف الذي أطلقه الدكتور راي بيبر على النزاعات التافهة التي تأتي على شكل موجات صغيرة لكنها سرعان ما تكبر ، لتجرف معها كل سعادة زوجية . هذا الوصف هو (( التوافه الجسيمة )) . فهي توافه في الحقيقة ؛ لكن سرعة نموها ، وشدة تأثيرها ، وعظم خطرها .. يجعلها جسيمة فعلاً .
وتؤكد الإحصائيات على أن هذه النزاعات التي تبدأ على شكل موجات صغيـرة ؛ كثيـراً مـا (( تقذف بالحب من النافذة ، وتنهي الحياة الزوجيَّة بعد ذلك )) كما يقول الدكتور هيربرت إدلر أستاذ التحليل النفسي في كلية الطب بفيلادلقيا ، ومعظم الناس لا يتصورون أن هذه (( المشكلات الصغيرة )) يمكن أن تكون ذات تأثير على الحياة الزوجيَّة ، ولهذا فهم لا يهتمون بها ، ولا يعيرونها انتباههم ، ولايحرصون على الابتعاد عنها .
يقول الدكتور إدلر : إن هذه التوافه توجِّه باستمرار إلى أهداف ، إن لم تصل إليها الآن فستصل إليها غداّ أو بعد غد . وهذه التوافه تشبه هبّات الريح المتتالية التي يمكن أن تزعزع شجرة البلوط الضخمة .
ويقول الدكتور روبرت رايس نائب مؤسسة الخدمات الأسريـة في أميـركا التي تملك فروعاً في معظم المدن الأميركية : إن السلوك التافه كثيراً ما يعبر عن مشاعر أكثر عمقاً ويثير – من ثمّ – غضباً يتصاعد تدريجياً حتى يصل حدود الانفجار .
ويضرب د. إدلر مثلا على ذلك بزوجة اعترضت على زوجها تناوله طعام الغداء وهو مكشوف الصدر ، فاعتبر الزوج اعتراضها طفولياً ، ورفض ارتداء قميصه ، فازداد الصدام بينهما حتى انتهى إلى الطلاق بعد زواج استمر عشر سنوات ، ويفسر الدكتور إدلر سلوك المرأة بقوله : لقد اعتبرت تصرف الزوج خدشاً لحساسيتها وتجاهلاً لمشاعرها ، وهو أمر غير بسيط . وكان الزوج بتصرفه يؤكد لها أنه لا يهتم أبداً بما تشعر به ، مادام مقتنعاً بتصرفه .
ويضيف د. برنارد بروميل أستاذ علوم الاتصال وطبيب النفس الممارس فيقول : إن الغضب الأول يتضاعف ويتحول بالتدريج إلى صراع ، فحين شعرت هذه الزوجة بإهمال زوجها ، لم تعد تعترض أو تحتج ، لكنها بدأت تقابل إهمال زوجها بإهمال آخر ، فلم تَعُدْ تُعِدُّ الطعام الذي يحبه ، وعندما احتج عليها تجاهلت احتجاجه . ثم حدثت بينهما مقاطعة تامة ، وهجرة متبادلة ، حتى تم الطلاق .. وقد نسيا سبب الخلاف الأول .
أيها الزوجان الغاليان ، هذه بعض ما تريانه تافهاً وهو جسيم خطير :
1- تحدثّك بأخطاء زوجك(زوجتك) أمام الآخرين .
2- السخرية من أي شيء فيه(فيها) .
3- انتقاد سلوكه (سلوكها).
4- التعبيرات الحادة في الكلام .
5- ضحكك دون ذكر سبب الضحك .
وأرجو أن تلاحظا أن أكثر التوافـه متصلة باللسان .. فاحفظا لسانيكما .. ليحفظ الله لك زواجكما .
المصدر : رابطة العلماء السوريين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!