٢٠ نصيحة للتعامل مع الابن المعاق
كتب بواسطة سماح ضيف الله المزين
التاريخ:
فى : زينة الحياة
1145 مشاهدة
قبل عشرة أعوام تقريباً، كنت أُجري مقابلة تلفزيونية مع طبيب نفساني طلبت منه فيها تعليقاً على القوة النفسية التي تمتع بها أحد جرحى الحرب حين تفوق على إعاقته فكان علامة فارقة، أجابني: "نحن في عالم المعاقين معاقون، ولما استطعنا أن نتفوق في عالم أسسناه ليناسبنا، كان طبيعياً أن نصدّق تفوقهم في عالم أسسوه حسب احتياجاتهم الخاصة، خصوصا وأنّ العالم مهيأ لابتكار كل ما يمكن تخيله ".
الآن تتجاوز نسبة عموم المعاقين 15% من سكان العالم، والنسبة مستمرة بالارتفاع مع ازدياد الحروب ومخلفاتها، والإشعاعات والأدخنة والعوادم، والغازات السامة التي لا يزال يستنشقها البشر أنى كان، وستظل في ازدياد طالما استمرت شاكلة الحياة المفروضة على الأرض.
لكن الجانب المضاء في هذه الحقيقة أن الإسلام اهتم بأمر المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل مكثف، وركز عليه، وأخيرًا ساهمت التكنولوجيا في دمجهم مع المجتمع؛ لأن المجتمع الحديث بات يعدهم طاقة استثنائية وموردا اقتصاديا واجتماعيا مهماً.
تتجاوز نسبة المعاقين 15% من سكان العالم وتستمر بالارتفاع مع ازدياد الحروب ومخلفاتها، والإشعاعات والأدخنة والعوادم، والغازات السامة
تأثير العامل النفسي في مسيرة حياة المعاقين:
تشير منظمة الصحة العالمية في دراساتها إلى أن المعاقين الذين يتمتعون بنفسية معتدلة ومشاعر متوازنة، يمكنهم صناعة أفكار متوازنة والرقي بسلوكهم. على عكس المعاقين غير المستقرين نفسياً والذين يمثل تعامل أهاليهم 96% من أسباب عدم استقرارهم النفسي، وبالتالي الانفعالي، الفكري والسلوكي.
ولأن الأم هي أول من يستقبل صدمة ولادة ابن معاق، وأكثر من يتأثر بالإعاقة العارضة لابنها فإنها أكثر من يهتم بالموضوع والوحيدة تقريباً التي تتحمل أعباء الابن المعاق، الذي قد يتعامل معه المجتمع وبقية أفراد الأسرة وكأنه ضيف شرف، وبالرغم من ذلك فإن أغلب المعاقين يتفوقون ويحققون تقدما ملحوظاً في مجالات مختلفة يفاجئون المجتمع بتفوقهم فيها كما يثبت الواقع .
وللإعاقة الحركية تأثيرات سلبية كثيرة على الإنسان، تظهر على شكل اضطرابات سلوكية، توافقية، معرفية، مزاجية، واضطرابات في النشاط وتركيز الانتباه أيضاً، ما يجعل الأم بحاجة مستديمة إلى المعرفة والاطلاع المستمر، والاستشارة الطارئة.
للإعاقة الحركية تأثيرات سلبية تظهر على شكل اضطرابات سلوكية، توافقية، معرفية، مزاجية، واضطرابات في النشاط وتركيز الانتباه
كيف تتأثر الأسرة بولادة معاق أو التعرض لحادث يورثه الإعاقة؟
تحتاج الأسرة عموماً إلى قوة وإرادة لتخطي الصدمة، وتغطية الأعباء المادية.
تتأثر إنتاجية الأسرة ككل وينشأ قصور في التفاعل الاجتماعي لديها.
تحتاج للدعم النفسي والرعاية الاجتماعية إلى أن يحصل التكيف.
الخروج عن معايير المجتمع في السلوك مما يؤدي إلى صراع واحتكاك بالسلطات بالذات في وجود مشاكل نفسية لدى الابن المعاق.
ازدياد حالات الإحباط المتكررة التي تنتج عن الصراعات واحتدام الاحتكاك والمواجهة بين الابن وأهله.
الشجار الدائم في العائلة بسبب وبدون سبب يلمس في نفسية المعاق أبعادًا مختلفة تزيد عنها لدى الابن العادي.
ولأن رعاية الأسرة للابن المعاق تسهم في دعمه نفسياً واجتماعياً وعاطفياً، ليتقبل نفسه ويتفاعل مع العالم بوضعه الخاص ويؤثث عالما يناسب احتياجاته وييسر مهماته ، فإن على الأسرة أن تتجاوز كل تلك التأثيرات بأسرع وقت حتى تؤدي واجبها تجاه ابنها المعاق، وخصوصاً لأن التعاطي العشوائي معه سوف يضاعف خطر اضطرابه.
نصائح التعامل مع الابن المعاق:
1. وجود ابن معاق في الأسرة لا يعني نهاية الحياة، فهو باب مناسب لتقوية الأواصر الأسرية.
2. الاكتشاف المبكر للإعاقة يساعد في متابعة الحالة وفهمها وإتقان أبجديات التعامل معها وتفادي التفاقم.
3. وضع خطة تشمل جميع جوانب حياة الابن المعاق، والتعاون في تحقيق الأهداف وتيسير إنجاز مهماته.
4. استشارة أخصائي موثوق في الظروف الطبية والنفسية يوضح المضاعفات والمخاطر والأسباب والنتائج فيؤسس للتعامل الطبيعي مع الحالة.
5. تقوية المعرفة والفهم يقوّي إيمان الأم والأسرة بكاملها ويدفع إلى مواجهة الواقع بشجاعة، وتقبله بصبر ورضى.
6. لغة الحب أقوى اللغات تفاهماً فيجب استغلالها في تقويم أي ضعف نفسي لدى الابن المعاق وذي الاحتياجات الخاصة .
7. تكثيف مشاركة الأب في تحمل المسؤولية مع الأم والأبناء، من ناحية لتوفير حياة طبيعية للابن ولتخفيف أعباء الأم من ناحية أخرى.
8. معاملة الابن المعاق على أنه مكتمل القدرات ولديه كامل الحق في شق طريقه واختيار حياته، سوف تدفعه للابتكار في عالمه الخاص.
9. اعتماد منح الحوافز والمكافآت والعقاب كذلك بنفس الطريقة ولنفس الأسباب للابن المعاق وأخوته.
10. اصطحاب الابن المعاق خلال التنزه والتسوق وممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية والفكرية والحركية المختلفة برفقته.
11. التشجيع والثناء لتعزيز ثقته بنفسه أولاً، وتنمية قدراته وإمكاناته ثانياً.
12. تهيئة الأبناء للتعامل مع أخيهم بشكل طبيعي، وتنبيه الضيوف والزوار إلى وجود ابن معاق وعدم السماح لأحد بالتقليل من شأنه أو إعطائه اهتماما أكثر مما يجب.
13. جنّب ابنك المعاق مشاعر الشفقة أو النفور أو الاستغراب؛ لأن ردة الفعل المبالغ فيها تؤذي نفسيته سواء كانت سلبية نافرة أو إيجابية متعاطفة.
جنّب المعاق مشاعر الشفقة أو النفور أو الاستغراب؛ لأن ردة الفعل المبالغ فيها تؤذي نفسيته سواء كانت سلبية نافرة أو إيجابية متعاطفة
14. احذر من عزل الابن المعاق بحجة حمايته مع العالم الخارجي ونظرات النفور أو الشفقة أو التعاطف المبالغ فيه .
15. التدرج في تقديم المساعدة وتجنب أداء المهام والأعمال عنه، فهذا التصرف يعيق الابن السوي ويدفع بالابن المعاق للسلبية والصحيح أن يترك ليؤدي ما يتقنه بنفسه والتدخل للمساعدة في الوقت المناسب أو إذا عجز فقط.
16. إعداد مواقف تعليمية مشوقة ومسلية والمشاركة في أدائها، مثل الألعاب والألوان؛ لزيادة قيمة النجاح.
17. تنمية قدرة الابن على الصبر في أداء الأعمال من خلال البدء بالأشياء السهلة وتعليمه بألعاب مناسبة، ويمكن الاستعانة بمناهج تعليمية خاصة بالمعاقين تجهزها مؤسسات الرعاية، كما يمكن للوالدين اتباع تعليمات نظام مونتيسوري التعليمي الذي يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة بشكل كبير.
18. إياك والضغط على المعاق لأجل ممارسة أنشطة أو تأدية مهمة تتجاوز حدود مقدرته .
19. إلمام الوالدين بأشكال العلاج قدر إمكانهما، والتواصل الفعال مع جميع من يحتك بهم الابن ويتكون منهم عالمه.
20. المتابعة الحثيثة مع المعلمين والمربين والأخصائيين الذين يشرفون على الابن ويعلمونه، لقياس مدى تقدم الابن المعاق باستمرار.
المصدر : موقع بصائر
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!