كيف نوقف سخافات الملحدين؟
كتب بواسطة أ. يوسف سمرين
التاريخ:
فى : شباب بنات
1660 مشاهدة
هل ترى أن الرد على الملحدين العرب وبيان جهلهم وضعف حجتهم يجب أن يكون عن طريق المناظرات أم بكتابة الكتب أم ماذا ؟ حقيقة أن الملحدين العرب بالتحديد أفكارهم غير متسقة ومتناقضة بشدة ويسهل بيان ضعفها من قبل المختص. ما المنهج السليم الذي يجب أن يتخذه المسلمين في إيقاف سخافات دعاة الإلحاد ؟
ج / في يوم من الأيام رأى البعض أن الرد على الإلحاد تخصص لوحده، علم مستقل، وبدأوا يسردون حججهم للرد على الملحدين، ثم لكي يتسقوا مع ردودهم يقومون بتأويل بعض الأدلة التي تخالفهم، وقليلًا قليلًا نشأت طوائف كاملة، ولكل طائفة علم يرد على الشبهات على الملحدين بما يرون أنه يتسق مع أصولهم، وصار هناك علم كلام معتزلي، آخر أشعري، وأحدث ذا من الاضطراب الشيء الكثير، حتى تجد البعض يدرس الكلام، وهو لا يعرف قراءة القران على وجه صحيح.
اليوم يخشى أن العديد من طلبة العلم ينشغلون بهذا، ويدرسون حججهم التي قد لا تكون دقيقة، ثم ينشأ فن (كلام) جديد، يحدث من المشاكل فوق ما في البحوث الأولى، خصوصًا أن كثيرين يعتمدون على حجج ذكرها قساوسة، أو علماء رياضيات متأثرين باللاهوت، فمن هنا يجب التنبيه على عدة نقاط:
1- العلم الشرعي هو أهم ما ينشغل به طالب العلم، بقراءة القرآن، وقراءة كتب الحديث من الصحيحين، والسنن، والمسانيد، والاجزاء الحديثية، ويتفقه في معانيها، بقراءة الشروح مما تيسر كشرح النووي، وكشرح ابن رجب، وفتح الباري، ويدرس الفقه على مذهب من المذاهب، ويترقى ليعرف أدلة المذهب، ويتخير لدينه أشد مما يتخير لدنياه، والعجب أن تجد من يتصدر للردود على الملحدين، دون أن يكون قد طلب العلم من مصادر العلم الشرعي، وعليه قراءة أصول الفقه، كرسالة الشافعي، وهي من أنفع الكتب في هذا، ويدرس من اللغة ما يفتح له أبواب المعرفة الشرعية، من نحو وصرف، وغيرها، ويطالع مقالات الفرق، وما كتبه السلف في الردود على مبتدعة زمانهم ليستفيد مما فيها، وإلا فعن أي شيء سيدافع؟
٢- يقول ابن عقيل، بأن المرء قد يكون مجادلًا دون أن يكون عالمًا، وقد يكون عالمًا لا مجادلًا، وهذا صحيح، فإن الجدل له فنياته المبسوطة في مواضعها، بل يذكرون في كتب الأصول بعض فنيات الجدل كقلب الحجة، وطرق الإلزام ونحوها، وفي كتب الفلاسفة جمعت المغالطات المنطقية، وتجد في كتاب شوبنهاور "فن أن تكون على صواب شيء من هذا"، ولا يفترض بطالب العلم أن ينزل إلى مستوى المشاغبين، ومن هنا تأتي خطورة أن تكون مجادلًا دون أن تكون عالمًا، فقد تقول بحجة وتلتزمها، ولا تدري أنها مناقضة لما جاء في الشريعة فتحدث على نفسك خرقًا منهجيًا، وبعضهم قد يكابر عن التراجع، ويخلط بين حججه هو، وبين الإسلام نفسه، ولذا فإن اجتماع قوة الجدل مع العلم هو النافع، وهذا يظهر ضرورة الاتساق بين الحجة، وبين العلم نفسه الذي تدافع عنه.
٣- لا تتصدر لنقد أي فكرة كانت دون أن تقرأ فيها، من أصحابها أنفسهم، لا أن تقرأ عنها، أو ردودًا عليها، دون تصورها هي نفسها، إن كنت تريد التصدر للرد على أصحابها، وفرق بين أن تكوّن وجهة نظر عن شيء، فهذا قد يكفي فيه كتاب عن الموضوع تثق بصحته، وبين أن تتصدر للردود والمناظرات، حيث يلزمك حينها أن تكون طالعت بنفسك الأفكار المخالفة، من مصادرها الأولى، ولو كنت قد شاهدت مناظرات ديدات مثلًا للنصارى، لفرحت في كثير من الأحيان بقوة حجته، ومعرفته بمواضع كلام مخالفه، وتحكم بأنه بز خصمه، ومع ذلك، فلا يمكنك أن تقف مكانه، دون أن تملك أدواته، فهو لا ينقل عن مناظرة لغيره.
٤- أما الوسائل فعديدة، تتبع المقصد، فقد يكون التأليف أنفع في حال، وقد تكون المناظرات أنفع في حال، بحسب ما يقابله.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة