الاعتكاف في الأقصى.. عبادة حاربها الاحتلال تاريخيا
كتب بواسطة أسيل الجندي
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
2012 مشاهدة
لليلة الرابعة على التوالي يقتحم ضباط من شرطة الاحتلال المسجد الأقصى المبارك لتفريغه من المعتكفين بهدف حصر أيام الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان التي انتزع المصلون حقهم فيها في تسعينيات القرن الماضي.
التضييق على حرية ممارسة العبادة في المسجد الأقصى بدأ منذ احتلال مدينة القدس عام 1967، حين وجهت الحكومة الإسرائيلية رسالة إلى مدير الأوقاف وقتها حسن طهبوب بضرورة وضع كافة وثائق مديريته تحت تصرف وزارة الأديان الإسرائيلية.
ومنذ ذلك العام أيضا مُنع الاعتكاف في المسجد الأقصى وكان يقتصر على ليلة القدر في شهر رمضان المبارك فقط.
الباحث في تاريخ القدس والمسجد الأقصى إيهاب الجلاد يذكر أن الاحتلال كان يمنع المصلين من الاعتكاف في الأقصى في غير ليلة القدر، وتراجع عن ذلك في أواخر التسعينيات عندما أصر المصلون على الصلاة والرباط في ساحات المسجد وعدم استسلامهم لاعتداء قوات الاحتلال عليهم، الأمر الذي دفع الاحتلال للنزول عن الشجرة والسماح بالاعتكاف في العشر الأواخر.
حارس المسجد الأقصى المتقاعد صالح دويك قال للجزيرة نت إنه خلال طيلة مدة عمله في المسجد الأقصى اقتصر الاعتكاف على العشر الأواخر من الشهر الفضيل، مشيرا إلى اقتصاره على ليلة القدر على مدار عقود سابقة، “أذكر أنه بعد ترميم المصلى المرواني والأقصى القديم انطلق الاعتكاف في العشر الأواخر، أما قبلها فلم يكن مسموحا به”.
استهداف تاريخي
وكانت القوات الخاصة وضباط من شرطة الاحتلال اقتحموا ساحات المسجد الأقصى يومي السبت والأحد من جهة باب المغاربة وأخرجوا نحو ثلاثين معتكفا بعد تهديدهم، في وقت اقتصر فيه الاقتحام يومي الاثنين والثلاثاء قبيل منتصف الليل على ضباط من شرطة الاحتلال، وظهر في مقطع فيديو أن بضعة معتكفين افترشوا الأرض ورابطوا أمام باب السلسلة -أحد أبواب المسجد الأقصى- من الخارج.
هذا الاعتداء دفع بعدد من النشطاء للمبادرة بإطلاق حملة افتراضية على وسم #اعتكاف_الأقصى وتحت شعار “الاعتكاف سُنّة لا يمسها احتلال ولا غيره”.
يقول الباحث في شؤون القدس المقيم في الأردن زياد ابحيص إن الاعتكاف في الأقصى شعيرة من شعائر الإسلام لا تُقبل فيها إملاءات أحد، وإن القبول بمنع الاعتكاف في أي ليلة من ليالي رمضان هو قبول ضمني بالتقسيم الزماني للمسجد.
دعوات للتصدي الجماهيري
ويضيف ابحيص أنه إذا كان الاحتلال تمكّن من منع هذه الشعيرة طوال السنوات الماضية فلماذا يسمح له بالاستمرار في ذلك؟ أليست الإرادة التي فككت البوابات الإلكترونية وفتحت مصلى باب الرحمة قادرة على فتح باب الاعتكاف في رمضان وفي كل مواسم العبادة؟
ويؤكد أن “كون الأقصى مغلقا ليلا أمام قاصديه منذ عام 1967 فهذا وضع شاذ وعدوان مسكوت عنه، وعمر هذا العدوان لا يمكن أن يضفي عليه المشروعية، لذا يجب أن يبقى إغلاق الأقصى أمام المعتكفين أمرا مرفوضا إسلاميا، ولا بد لدائرة الأوقاف وللحكومة الأردنية أن ترفضه”.
وأصدرت مؤسسة القدس الدولية بيانا تطرقت فيه إلى أن الاعتكاف في الأقصى شعيرة إسلامية لا يقبل فيها شروط أحد، وأن حراس الأقصى هم درعه الحامي ويجب عدم الزج بهم في محاولات تفريغه من المعتكفين.
وتطرق البيان لمحاولات سلطات الاحتلال التضييق على اعتكاف المصلين في المسجد الأقصى خلال ليالي رمضان منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وتصاعد محاولاتها هذه مع تطور أجندة التقسيم الزماني للمسجد ومحاولة إغلاقه تماما في وجه المسلمين خلال أعياد اليهود، لتبلغ هذه المحاولات ذروتها في الفترة ما بين 2013 و2015.
وجاء في البيان أيضا أن شرطة الاحتلال استغلت الظروف المرافقة لعدوان 2014 على غزة فضيقت على المصلين في الأقصى تضييقا غير مسبوق في ذلك العام، وحاولت منع الاعتكاف على مدار الشهر الفضيل، وهو ما انتهى إلى مواجهات في ليلة 27 رمضان وإحراق مركز شرطة الاحتلال في صحن الصخرة.
وبعد يقين الشرطة باستحالة منع الاعتكاف في ظل تجربتها مع المصلين عام 2014، تحاول الآن مجددا تكريس الأمر الواقع الذي فرضته بالعدوان على مدى السنوات السابقة، فتخلي المعتكفين العابدين في الأقصى بالقوة لثلاثة ليال متتالية.
ودعت المؤسسة في بيانها إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والاعتكاف فيه بأعداد كبيرة، والحكومة الأردنية والأوقاف الإسلامية في القدس إلى إعلان موقفيهما الرافض لتفريغ المسجد الأقصى من المعتكفين، والرافض للعدوان المتكرر للشرطة الإسرائيلية لتفريغه ليلا وفرض شروطها عليه.
المصدر : مدونة الجزيرة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة