الرئيس الشهيد.. والصراع المستمر
كتب بواسطة أويس عثمان
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
1027 مشاهدة
فجعت أمتنا اليوم باستشهاد الرئيس المصري محمد مرسي مقتولاً في سجون الظالمين، تلك السجون التي غُيّب فيها دون جريمة أو ذنب، سوى أنه رفض الانحراف عن مسار الثورة وركب الشهداء، وأصر على نهضة بلده واستقلاله عن التبعية للآخرين وعلى رأسهم أعداء الأمة ومجرميها.
استشهد محمد مرسي، ليضيف اسمه إلى سجل الأحرار والثابتين على المبادئ، الذين رفضوا أنصاف الحلول، والانصياع للفسدة والخونة والظلمة، ليظل أيقونة للحرية والنزاهة والثبات على الحق .
الصراع المستمر
إن استشهاد الرئيس محمد مرسي –رحمه الله- يمثل جولة من جولات الصراع بين الحق والباطل، الذي لن يتوقف إلى قيام الساعة. فهذه الجولات وما يعقبها من أمور هي أساس التمييز بين المؤمنين الصادقين والظلمة والمجرمين، قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚوَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [التوبة:16] وقال عز وجل: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت:2].
فللحق جنود يضحون بأرواحهم وأموالهم وأغلى ما لديهم، وله جنود يظفرون بالنصر بعد هذه التضحيات. أما الباطل فإن مجرميه لن يتوقفوا ولن ينتهوا، وكلما تخلصت أمتنا من مجرم أو طاغية، جاءها من هو على شاكلته، ليستبد ويعربد، ثم يقصمه الله عز وجل بأيدي جنوده.
إن الرئيس الشهيد ومن استشهد قبله ومن سيستشهد من بعده، هم وقود النصر للأمة، فهي ستظل مستحضرة تضحياتهم وثباتهم، لتستمر على النهج والدرب الشاق، حتى تصل إلى التمكين والعزة، الذي دفع أولئك الأبطال مهجهم وأرواحهم ثمناً له.
إن الرئيس الشهيد ومن استشهد قبله ومن سيستشهد من بعده، هم وقود النصر للأمة، فهي ستظل مستحضرة تضحياتهم وثباتهم، لتستمر على النهج والدرب الشاق، حتى تصل إلى التمكين والعزة، الذي دفع أولئك الأبطال مهجهم وأرواحهم ثمناً له
في يوم استشهاد الرئيس، سيظل الناس يستذكرون كلماته، وخطبه، وحثه للأمة على النهوض ، بغض النظر عن جنسيتهم، أو أماكن تواجدهم، فمحمد مرسي وإن كان رئيساً لمصر، إلا أنه ملك قلوب الكثير من هذه الأمة. ولهذا حق لها أن تحزن، وأن تدعو على من تسبب بقتله ظلماً وعدواناً.
في يوم استشهاد الرئيس نستذكر أولئك الأعلام الذين ماتوا في سجونهم لا لشيء إلا لرفضهم للباطل، وثباتهم على الحق.
نستذكر أبا حنيفة النعمان، الإمام الأعظم، صاحب أكبر مدرسة فقهية، الذي قتل مسموماً في سجون المنصور.
ونستذكر ابن تيمية رحمه الله، الفقيه المجدد، الذي مات صابراً في محبسه لأنه قال كلمة الحق.
ونستذكر الشهيد المفسر سيد قطب، الذي ما زلنا ننهل من معين ظلاله، ونستغرب كيف لمفسر عظيم مثل هذا أن يعدم لأنه قال كلمة الحق.
ونستذكر الشهيد العالم عبد القادر عودة وغيره من الشهداء.
فهؤلاء وغيرهم الكثير، ما زلنا نترحم عليهم وننهل من علومهم، ونقتدي بهم، أما قاتلوهم فليس لهم إلا مزابل التاريخ، هذا إن ذكرهم التاريخ من الأساس!
العاقبة للمتقين
إن قلوبنا تعتصر ألماً على فقد رجل ضحّى بروحه ورفض أن يسلم بلده للفسدة والخونة، بل كان مرعباً لسجانيه حتى في سجنه، فقد كان في عزل انفرادي، بعيداً عن أهله ومحاميه، و دون رعاية صحية، وخلف حواجز حديدية وزجاجية، ناهيك عن تصريحه -رحمه الله- بتهديده بالقتل والتصفية وهو ما حصل بالفعل.
لكن ما نؤمن به أن دماء مرسي وإخوانه لن تضيع، فالله سييسر لهذه الأمة أن تأخذ ثأرها من جلّاديها وقتلة أحرارها عاجلاً أم آجلاً، لكن هذا يحتاج إلى أمور عديدة:
(1) التمسك بدين الله، وهو ما يقتضي الوحدة وعدم التفرق والتشرذم، فالمستفيد الوحيد من الخلافات والتناحر هو نظام الانقلاب الذي يعتبر ذلك فرصة سانحة لتصفية العلماء والمجاهدين والأحرار.
المستفيد الوحيد من الخلافات والتناحر هو نظام الانقلاب الذي يعتبر ذلك فرصة سانحة لتصفية العلماء والمجاهدين والأحرار
(2) الاستمرار في مسيرة الثورة، بحكمة ودون تهور، وهذا يتطلب مواجهة النظام القمعي شعبياً وإعلامياً وقانونياً، وإيقاف الجرائم المرتكبة بحق الشعب، ناهيك عن تحرير إرادته وجعل السلطة في أيدي أبنائه.
(3) تجنب الإحباط والكسل، فنحن نعيش معركة مع المستبدين في كل الدول، وهذا يتطلب منا العمل والاستمرار، وعدم التوقف لاستشهاد شخص أو قيادي ما، بل إن علينا العمل والاجتهاد والمثابرة، ونوكل أمرنا إلى الله، فهو من يدبر الأمور وييسرها. وعلينا أن نستحضر قوله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:146].
رحم الله الرئيس الشهيد، ونسأل الله عز وجل أن ينتقم ممن ظلمه وقتله، إنه سميع مجيب.
المصدر : موقع بصائر
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة