العيد هديةُ قلب
كلمة جمعية الاتحاد الإسلامي
إنّه العيد؛ يذكّر الأمّة بأنّها تحمل بُذورَ قوّتها، وأنّها كالأشجار التي وإن يَبِست أغصانُها واصفرّت أوراقُها وجفَّ ماؤها وظنَّ الظّانُّ أنّها ماتت، عادت الروحُ تسري فيها ربيعاً يتوهّج خُضرةً وجمالاً تنبهر به الأعين وتلذّ له الأنفس.
إنه العيد؛ نافذةُ أمل ومتنفَّسٌ طلْق ، يُذكّر المسلمين بأنّ استرجاع المَجْدِ الذاهب والعِزِّ التالد سيتحقّق بإذن الله ويكذّب اليائسين أصحاب الأراجيف، ويتوجّب لتحقيق هذا الاسترجاع إيمانٌ تفيض به القلوب وعزمٌ على التغيير وأمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر مصداق وعد الله تعالى في محكم بيانه: ﭐﱣإن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهمﱢ.
وقوله تعالى : ﱣكنتم خير أمّة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهَون عن المنكر وتؤمنون باللهﱢ.
ويذكّرهم بأنّهم كانوا فيما مضى صوتَ القوّة الذي إن قال : (( الله أكبر)) اهتزّتْ له جحافلُ الأعداء وأُلقِيَ في قلوبهم الرعب، فكان معنىً عظيماً من معاني النصر .
يعلمُ أعداء الأمة أنّ التفوّقَ الكبير الذي أحرزوه في صُعُدِ الحياة إنما كان مبنيّاً على نَهْب خيراتها وثرواتها وعلى جماجم فقرائها ودماء المساكين في بلادها في أكثر الأحايين، وأنّ دعوى حقوق الإنسان التي يتبجّحون بها إنما هي كِذبةٌ وذريعة لنَيل هذا التفوقِ المجنون.
وإنّ من أكثر ما يَغيظُهم هو أن الله حَبا هذه الأمّة شعائرَ مكانية وزمانية لم تُعطَ لغيرها، ومن هذه الشعائر الزمانية هو هذا العيد الذي يمدّ لنا يديه بترحابٍ غامر في وقت تعصف بنا الشدائدُ وتتقاذفنا الفتن والأهوال.
وإن مما يغيظهم أيضاً احتفاءَ أبنائها شرقاً وغرباً بمناسبة واحدة تذكّرهم بأنهم أمّة واحدة، تجمعها أواصرُ الأخوّة الإسلامية بمعانيها العملية فتنبض بقَلْب واحد لتُهدي الحُبّ مَن حولها .
إنّ جمعية الاتحاد الإسلامي إذ تهنّئ المسلمين في كل أصقاع المعمورة بعيد الأضحى المبارك، تسأل المولى تبارك وتعالى أن يُعيدَه على الأمّة وقد تحرّرت من الأغلال التي رَسَفت فيها فعوّقت نهضتها عُمُراً طويلاً، وأن يُعيده عليها وقد اندمل جُرح فلسطين الحبيبة الغائر وتهلّلتْ استبشاراً عيونُ سورية الدامعة وارتفعتْ مِحَن مصر و اليمن و ليبيا وانفرجتْ مضايق بؤسها..
وخذل الله كلَّ من تربَّصَ بالمسلمين وتآمر عليهم من الأمام ومن الخلف، وجعل كيدَه في نَحره ، ليستحيل مسبّةَ الأجيال على مرِّ العصور..
وأن يعيدَه على الأمّة وقد تفوّقت على أعدائها بكلّ معاني العزّ والنصر .
كلَّ عامٍ وأنتم وجميع الأمّة الإسلامية بأحرارها وشرفائها بألف خير..
ألا فاخلعْ ســوادَك يا مِــــــدادُ / فإنّ القلب أدركَـــهُ المــــــرادُ
وقُمْ زَخرِفْ تهانيَ من جُمانٍ / تليق بمن لهم خَفَقَ الفؤادُ
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!