كيفية التعامل مع الطفل المدلل على النحو الصحيح
كتب بواسطة تسنيم عبد الرحمن النمر
التاريخ:
فى : زينة الحياة
1548 مشاهدة
كل طفل يملك الحق في عيش طفولته والاستمتاع بتلك الفترة المهمّة، ومن أبرز نشاطات الطفولة: الذهاب للمدرسة، أداء الواجبات، إنشاء الصداقات، الضحك واللعب، اتباع بعض القواعد وخرق غيرها ثم البكاء حين لا يتحقق ما يريدون، وباختصار... يملك كل طفل حق عيش طفولته، وللأسف يتبع بعض الآباء أساليب تربوية خاطئة في التربية الحديثة، مما قد يؤثر على شخصية الطفل حين يكبر وقد يسبب له عقداً نفسية.
وفي معظم الأحيان يخلط الأهل بين الأطفال المدللين والمشاغبين، ولكن الشغب حق لكل طفل، أما الدلال فيعد مشكلة، وحين يكبر الطفل قد يستمر في هذا الدلال من حين لآخر، ولكن المشكلة تحدث حين يتخطى الحدود، فالأمر قد لا يستحق الوقوف عنده إن لم يكن من طبع الإنسان، ولكن إن غدا متكرراً فهنا يعد مشكلة لازمة للحل.
ما الفرق بين الأطفال المشاغبين والمدللين؟
1. الطفل المشاغب لا يلتزم بالقواعد أحياناً، لكنه يعود للالتزام بها، ولكن المدلل لا يلتزم مطلقاً.
2. حين لا يلتزم الطفل المشاغب بالقواعد يكون مدركاً أنه على خطأ، بينما يرى الطفل المدلل عدم الالتزام بالقواعد من حقه .
3. يبذل الطفل المشاغب مجهوداً كي لا يكرر نفس الخطأ، ولكن المدلل يكرر الخطأ في أول فرصة سانحة.
4. الطفل المشاغب يمكن أن يغدو عضواً في مجموعة ويتفاعل بشكل جيد للغاية، أما المدلل فيفضل اللعب الانفرادي وأن تسير الأمور على هواه.
الطفل المشاغب يمكن أن يغدو عضواً في مجموعة ويتفاعل بشكل جيد للغاية، أما المدلل فيفضل اللعب الانفرادي وأن تسير الأمور على هواه
5. عندما لا يتحقق ما يريده الأطفال المشاغبون يحزنون قليلاً وينتهي الأمر، أما بالنسبة للمدللين فإن تحقيق رغباتهم يأتي قبل أي شيء، وقد يتسببون في مشكلة إذا لم تتحقق تلك الرغبات.
6. والأطفال المشاغبون لهم مفهوم معين للسلطة، ويستخدمونه بدقة في الوقت المناسب، أما المدللون فيرون أنفسهم السلطة، وأصحاب القرار في كل موقف.
7. يسعى الأطفال المشاغبون لأداء الأمور التي يحسنونها، ويبتعدون عن فعل ما يجهلونه، بينما الأطفال المدللون يثقون بأنفسهم بشكل مبالغ فيه وغير واقعي وإن كانوا لا يعرفون العمل، ويصرّون على تأدية العمل.
8. الطفل المشاغب يركز في مشاكل أصدقائه ويتفهمها، بينما المدلل لا يهتم إلا بمشكلاته الخاصة .
ما هو السبب وراء نشأة أطفال مدللين؟
يعد الدلال أحد أخطر عيوب الشخصية وأكثرها إثارة للمشاكل، فإنه - وإن غدا صفة فطرية لبعض الأطفال - يتضخم أكثر بأسلوب التعامل الخاطئ من جانب الكبار
يعد الدلال أحد أخطر عيوب الشخصية وأكثرها إثارة للمشاكل، فإنه -وإن غدا صفة فطرية لبعض الأطفال- يتضخم أكثر بأسلوب التعامل الخاطئ من جانب الكبار، وتتحول لصفة مستديمة، وإليكم بعض الأخطاء التي قد يرتكبها بعض الآباء والأمهات، والتي من تبعاتها تنشئة طفل مدلل:
1. نظراً لتأثر بعض الآباء والأمهات بأساليب التربية الحديثة، فإنهم قد يبالغون في ديمقراطيتهم مع الأطفال، ومن هذا المنطلق فإنهم يعدون الطفل جزءاً من عملية صنع القرار، ولو في الأمور التي لا أهلية أو كفاءة له فيها، ومثل هذه التصرفات لا علاقة لها بالديمقراطية، وإنما هي أساليب تربوية خاطئة.
2. المبالغة الدائمة في مكافأة الطفل؛ لتشجيعه في كل أمر ينجح فيه -وإن كان بسيطاً- يؤدي لزيادة درجة الدلال .
3. نجاح الطفل أمر مهم ولا بأس بتشجيعه بالقدر المناسب المعقول، ولكن المبالغة في المدح أو المكافأة قد يُخرج الأمور عن نطاق السيطرة.
4. مشكلة أخرى هي أن العلاقة بين الطفل والسلطة لا تبنى على نحو كافٍ وصحي، كل طفل بحاجة إلى الحصول على السلطة بدرجة ما؛ ليشعر بالأمان، ومن جهة أخرى، فالأطفال الذين يكبرون بدون معرفة حدود سلطتهم، لا يعرفون أين يقفون ومتى يتراجعون، وهذا يجعل تصرفهم بدلال أمرٌ لا مفر منه.
5. حين يرتكب الطفل خطأً ما ثم يتصرف كما لو أنه لم يفعل شيئاً ويبدأ بتبرير أخطائه، فهذا وضع غير سوي، يجب أن يتعلم الأطفال دفع ثمن أخطائهم ولكن بالشكل المناسب الذي يتلاءم مع تفكيرهم وعمرهم، والانتباه إلى أن ليس كل خطأ مستحق للعقاب، ولكن مع تكرار الأخطاء لا بد من توضيح هذا للأطفال وفرض العقاب بالشكل المناسب إذا ما استدعى الموقف والتصرف.
6. بالنسبة لعلاقة الأطفال مع أصدقائهم، فلا بد أن يحذر الآباء حين يستخدمون عبارات مثل: "خذ حقك" أو "احصل على ما تريد" أو "إذا ما آذاك أحدهم فرد الصاع بصاعين"، وإن كان الطفل على حق، ووجب تعليمه الدفاع عن نفسه، فلا بد أن يكون التعليم ضمن حدود وبدون مبالغة؛ لئلا يتحول الطفل إلى إنسان أناني قاس لا يهتم إلا لمشاعره ورغباته، ويحرص على أخذ حقه أضعافاً مضاعفة، ويتحول بالتالي من مظلوم لظالم.
7. من حق الطفل أن يعرف ويتعلم كيفية الدفاع عن نفسه، ولكن ما يحدث أحياناً هو تعاطف الوالدين المبالغ فيه مع طفلهم، وإحساسهم بأنه مغلوب على أمره وسط أصحابه وقد لا يكون هذا صحيحاً، ومن هنا قد يوصل الآباء رسائل سلبية لأبنائهم؛ بتحريضهم على أصدقائهم بغرض الدفاع عن أنفسهم.
ماذا يحدث حين يكبر الأطفال المدللون؟
يغدو الدلال صفة متأصلة في الشخص، ويسبب هذا الأمر مشاكل له في حياته الشخصية والاجتماعية وفي العمل.
كيف ينبغي التصرف مع الأطفال المدللين؟
إليكم بعض الاقتراحات العملية:
1. احرصوا على عدم إجابة جميع طلباتهم، ولا بأس أن يشعروا بنقص أو فقدان بعض الأشياء التي يحبونها بعضاً من الزمن؛ فهذا يحدث في واقع الحياة، وعليهم أن يتعلموا كيفية التعامل مع الفقد، كي لا يتسبب الأمر في أزمة نفسية لهم مع الوقت.
2. عندما تحدث مشكلة مع الأصدقاء، اتركوا لهم أمر حلها بأنفسهم، وقدموا لهم اقتراحات، ولكن لا تتدخلوا إلا إذا استلزم الأمر وخرجت الأمور عن نطاق السيطرة.
3. يجب إشعارهم بأهمية سلطة الكبار، وعلينا أن نتذكر أن أياً منا لا يود التعامل أو العيش مع أناس مدللين على الدوام.
عندما تحدث مشكلة مع الأصدقاء، اتركوا لهم أمر حلها بأنفسهم، وقدموا لهم اقتراحات، ولكن لا تتدخلوا إلا إذا استلزم الأمر وخرجت الأمور عن نطاق السيطرة
إن حرمان الأبناء مما يريدونه والبخل عليهم بنية تربيتهم وتعويدهم على قسوة الحياة، فِكْر خاطئ ويؤدي إلى تنشئة مجموعة من المرضى النفسيين وأصحاب عقد النقص.
في المقابل، فإن تنشئة أطفال مدللين لا ينقصهم شيء البتة ليس مساراً صحيحاً؛ فالحياة تعج بالمواقف التي لن يستطيع الإنسان الحصول فيها على الكثير مما يريد، وسيضطر للترجيح والتضحية في العديد من المواقف، لذا فإن أفضل حل هو الوسط في التعامل مع الأطفال؛ فكلا طرفي قصد الأمور ذميم.
المصدر : موقع بصائر
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن