ما الجديد في العدوان على غزة؟!
كتب بواسطة عدنان حميدان
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
1004 مشاهدة
أخذتني الحماسة بعد استهداف الاحتلال الآثم لعائلة فلسطينية في منزلها فقتل الأب "الشهيد بهاء أبو العطا" وزوجته أسماء وأصاب أربعة من أطفالهما؛ في جريمة همجية استهدف بها المدنيين في بيوتهم، بمخالفة واضحة لكل القوانين والمواثيق الدولية.. فقلت هي فرصة لعالمنا العربي والدول الغربية لاستنكار الحادثة وإدانة دولة الاحتلال! فالجريمة واضحة وضوح الشمس باستهداف المدنيين والأطفال.
ولكن سرعان ما استيقظت من نشوة ذلك مستحضرا ما تقوم به الولايات المتحدة صباح مساء باستهداف خصومها في أي بقعة في هذا العالم، فتقتلهم بالجملة مع نسائهم وأطفالهم.
وليس عربنا أحسن حالا من الأمريكان، فهم في حروبهم يحرقون الأخضر واليابس، ويقصفون المدارس والمستشفيات وصالات الأفراح، بل وحتى بيوت العزاء. وحتى وإن لم يكونوا في حالة حرب وكانت أمور البلاد مستتبة لهم، وخرج الشعب المغلوب على أمره مرة في مظاهرات سلمية لمطالب خدمية مشروعة؛ قمعوه بلا ضمير أو رحمة، بل ويطلقون على المتظاهرين قنابل غاز منتهية الصلاحية!
رغم وحشية الجريمة وارتقاء عدد من الشهداء بعدها واستمرار التصعيد الإسرائيلي ضد أهلنا في غزة، إلا أن عددا من صهاينة العرب المتضامنين مع الاحتلال ضد أهل فلسطين لم يخفوا فرحتهم بالعملية ورحبوا بها! واعتبروها خلاصا من أحد الإرهابيين! بصورة لافتة زادت خزيهم عربيا وساهمت بعزلهم أكثر عن الضمير الجمعي لهذه الأمة.
والمتابع لمنصات التواصل الاجتماعي رأى كيف ضجت خلال ساعات قليلة من العدوان بالتضامن مع غزة والدعاء لأهلها، والوقوف إلى جانب المقاومة، وتبادل القصص والحكايات والصور عنها وعن وقوف هذا الشعب في وجه أشرس احتلال على وجه الأرض.
المختلف في معادلة غزة، رغم الفارق الكبير في القوة العسكرية والتفوق النوعي للاحتلال، أنك تشعر بندية كبيرة بين الطرفين، في صورة ندر أن تجدها.. تسمع الموقف وتنتظر المقابل، وهكذا تشعر أن الطرف الإسرائيلي يفكر كثيرا في رد فعل المقاومة ويحسب حساباته عدة مرات، ويرتعد خوفا ويهرع إلى الملاجئ، ويفتح المستشفيات ويغلق المدارس معلنا حالة الطوارئ مع أي رد من المقاومة، حتى لو أحدث حريقا دون قتلى كما جرى في إحدى المستوطنات.
ربما لا جديد يذكر من طرف الاحتلال في عدوانه المعتاد على أهلنا في فلسطين، ولكن اللافت تلك المواقف والاصطفافات التي باتت أكثر وضوحا لمن يقف مع المحتل ويؤيده، ولو بصمته عن استنكار جريمته، ولمن ينحاز لضمير الأمة التي يمكن أن تصاب بالوهن مرة، ولكن لا يمكن لها أن تتلاشى أو تموت.
المصدر : عربي 21
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة