عرس اللغة العربية في إسطنبول
عرس يبهر القلب أكثر مما يبهر العين والأذن؛ هكذا كان عرس اللغة العربية الذي جاء تتويجاً للمسابقة الثقافية الثانية في اللغة العربية بين ثانويات الأئمة والخطباء التي نظمتها أكاديمية اسطمبول في جامعة أوربا الإسلامية.
ولقد أقيم الحفل يوم السبت 28 أيار /2011م في أكبر قاعة أولمبية في منطقة بغْنجيلار، حيث تنافس الطلاّب على المراكز الأولى في مجال: إلقاء الشعر والخطابة والنشيد الإسلامي والتمثيل المسرحي والتنافس اللغوي والألغاز والأحاجي النحوية والحزازير... كل ذلك باللغة الفصحى، وقدّمت الجوائز للمتسابقين المتفوّقين والمدارس المشارِكة.
ولقد شاركت مجلة منبر الداعيات في رعاية هذا الحفل، وكان لها جناح خاص عُرض فيه أعداد من المجلة، وتوزيع نسخات منها على المدرّسين في معاهد الأئمة والخطباء بالإضافة إلى عرض كتب قيّمة.
أهم ما في الحفل أنّ المنافسة كانت كبيرة لأن عدد الثانويات المشاركة قد بلغ 400 ثانوية مما تتطلب رفع مستوى لجان التحكيم ومعاييره إلى أدقّ وأرفع مستوى.
اشتمل برنامج الحفل التكريمي على تلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعدها تم عرض فيلم تعريفي عن المسابقة عقبها كلمة للأستاذ الدكتور أحمد غراقجة عميد الكلية الذي رحّب فيها بالحضور قائلاً: "أهلا بكم في تركيا بلد حفّاظ القرآن الكريم.. حفّاظ اللغة" ثم عرض للخطة التي تقتضي بتعليم "خمسة ملايين طالباً وطالبة اللغة العربية من المرحلة الثانوية ليس قراءة وكتابة وفهماً فحسب بل إبداعاً وتأليفاً". وهذا ما يُفصح عن وضوح الهدف وبُعد الرؤيا الإستراتيجية تجاه تعليم اللغة العربية.
وهو لم يقل ذلك لو لم يجد الهمة العالية والأرض الخصبة في صفوف أبناء الشعب التركي، خصوصاً أنّ الجهات الرسمية المسؤولة تحضّ على ذلك على حد ما جاء على لسان وزيرة التعليم التركية نعمت توبوكتنسوة بأن اللغة العربية هي لغة 350 مليون نسمة يعيشونها يومياً.. ثم تابعت الوزيرة محفّزة: "لا يدعين أحد منكم أن اللغة العربية لغة صعبة لأن في ذلك مسّاً بدينكم، فهي لغة نبيكم ولغة دينكم وقرآنكم"، ثم أضافت: "عندنا مشاريع كثيرة في وزارة التربية لدعم اللغة العربية في تركيا".
وبعد ذلك تحدث مفتي الديار التركية.
وأنت في الحفل كأنّك في عرس طيلة أربع ساعات؛ فذهنك مسمّر في شرود وإطراقة لمعرفة ذلك السرّ في أناس غير عرب يهتمون باللغة العربية أكثر من العرب أنفسهم.
ما أجمله من اهتمام في دولة غُيّبت مدة عن مسرح الاهتمام باللغة العربية ثم عادت إلى الواجهة رائدة على المستويين الشعبي والرسمي.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة