أديبة وكاتبة | المدينة المنورة
لو نطقت كورونا!!
كتب بواسطة إيمان شراب
التاريخ:
فى : بوح الخاطر
4481 مشاهدة
أيها العالم.. أيها الإنسان.. أيها المسلم :
قد عرفتم كلكم: الجاهل والمتعلم والعالم، الصغير والكبير.. عرفتم ما كورونا، عرفتم أني فيروس صغير جداً جداً، جامدٌ لا أحيا إلا بكم داخل خلاياكم ، تعطونني الحياة لكني أمرضكم وأقتلكم! ليس حمقاً منكم أو لقدرتكم على ذلك، لكنّ الذي يحدث أكبر من قدراتكم مهما كبرتم وتطورتم .
أنا ابتلاء وبلاء، يقولون إني انتقلت إليكم عن طريق خفافيش الصين، واعتبرني البعض مصنوعاً، وبعضهم يظن أني ضمن خطة للماسونية، أو أني سلاح حرب جرثومية، و... تحليلات وتخمينات كثيرة، والنتيجة أني موجود وأنتم ما زلتم تخمنون..
راقبتكم، رأيت فزعكم، رأيت عجزكم !
أنتم منتفخون بما لديكم من أموال وآلات حرب ونفط وغاز، لكنه كله لم ينفعكم، ولم تقدروا حتى الساعة أن تصنعوا علاجا أكيدا يقتلني أو لقاحاً واقياً يحميكم مني!
هل لاحظتم ذلك؟ وهل تذكرتم ما تعرفونه - قديماً - أن الله خالقكم وخالقي إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون، وأن صناعاتكم واختراعاتكم لو لم يرد الله لها أن تكون ما كانت؟ " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"!
هل ذكّركم عجزكم باللجوء لربكم في الضيق وعدم نسيانه في الرخاء؟ هل ذكّركم أنكم لا شيء دون رحمة الله وكرم الله وتفريج الله؟ هل شعرتم كم أنتم صغار وأن ما تحصّلونه في دنياكم إنما هو لأن الله أراد لكم ذلك؟
وجودي قطع عنكم روعة الصلاة في المساجد التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "َأحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدهَا"، فهل أحسستم بنعمة وجمال الذهاب إلى المساجد للصلاة والعبادة والتفقّه والعلم ولقيا الجيران والأصدقاء؟
حبستُ النساء في المنازل، وحسب علمي ، فإنّ كثيرا من النساء إن لم يكنّ كلهن، سعدن بالراحة وعدم الخروج للعمل، وهذا إنما يدل على أن قرار المرأة في بيتها يريحها ويسعدها، واستطاعت النساء أن تمكث في البيوت ما يزيد على الشهرين وأمورهن كانت جيدة، فهل عرفت النساء نعمة وجمال القرار في البيوت " وقرن في بيوتكن"؟
حتى الرجال لزموا المنازل، فرأوا بأعينهم كم تتعب زوجاتهم فعاونوهنّ، ولعبوا مع أطفالهم واستأنسوا بأبنائهم وبناتهم، فتوطدت علاقة رب الأسرة بعائلته، وليته لا ينسى عندما أزول أنّ لعائلته حقّا عليه، ورجال آخرون انشغلوا بالدراسة أو القراءة أو الكتابة أو الزراعة أو التصوير أو الرسم، فأثبتوا أن هناك الكثير من البرامج الجميلة المفيدة التي يمكن القيام بها .
هل تذكّرتم يوم القيامة؟ ألا ترون أني فاجأتكم و غيرت نظام حياتكم؟
كذلك يوم القيامة سيفاجئكم وأنتم تمارسون الحياة، فهل راجعتم استعدادكم ليوم القيامة والحساب والصراط والجنة والنار؟
تسببت في غلق أسواقكم، واكتفيتم بالضرورات ولم تلتفتوا للمكمّلات، فبارك الله في أموالكم قليلة كانت أم كثيرة، فهل اكتشفتم أنكم تسرفون؟ هل عرفتم سبب قلة البركة؟
سمعتم عن أشخاص لم يصابوا بكورونا ولم تتوقف أعمالهم ولا خروجهم، بينما غيرهم لزموا منازلهم وأخذوا بأسباب الوقاية ومع ذلك أصيبوا، ذلك لأنه" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، والأخذ بالأسباب مطلب شرعي تثابون عليه.
ثم.. أوصيكم باللجوء إلى الله بالدعاء والتحصين كما يفعل الكثيرون منكم، وأوصيكم باستمرار الحيطة بما يتم توعيتكم به ضدي، أما أنا فلن يقضي علي إلا أمر الله.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أستاذتي الفاضله إيمان يشهد الله أني أحبك في الله كم أعجبتني خاطرتك لقد أوجزتي و أنجزتي كعادتك جميله الكلمات رقيقة العبارات رائعة في الأسلوب جزاك الله خيرا بكل حرف كتبته.
صدقتى وصدقت كورونا فحين انتهت دوامه الخروج والجرى على الرزق انتبهتا لتربيه ابناءنا دينيا واكتشفنا كم كتا مقصرين فى حفظ القران وكثير من النواحى الاسريه وقدرت المراه دوؤ زوجعا الذى يخرج فى الحر والتعب وهى مكرمه بالبيت فاستقامت الاسره وعم الحب فى البيوت