الشذوذ .. وحقيقة الإسلام منه
كتب بواسطة الشيخ كمال المرزوقي
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
1896 مشاهدة
1- الشّذوذ فعله حرام وكبيرة من كبائر الذّنوب فاعله عاصٍ لله ورسوله.
أمّا استحلاله، أو المفاخرة به، أو الدّعوة إليه، أو تسويغه واعتباره قضيّة حرّيّة شخصيّة لا دخل لنا فيها حتّى لو كان الّذي يقول هذا قائلا ومعتقدا أنّه حرام = كفر أكبر مخرج من الملّة.
وليس الاستحلال هو مجرّد اعتقاد محرّم قطعيّ مباحا، بل يدخل في الاستحلال اعتقاد جواز الخروج عن حكم الشّرع القطعيّ ولو مع الإثبات القوليّ والاعتقاديّ لحكم الشّرع.
وحقيقة الإسلام نفسه الّتي من لم يعرفها فلا يعرف الإسلام أصلا هي الإذعان لحكم الله جلّ جلاله الّذي له الخلق والأمر، وليس هو مجرّد العلم بها أو تصديقها بالقول أو الإخبار عنها.
ولذلك أجمعوا أنّ من شهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله قاصدا الإخبار بذلك من غير قصد الإنشاء الّذي معناه التّسليم والرّضا والخضوع لحكم الله وحكم رسوله فهو باق على الكفر لم يدخل الإسلام.
هذا بإجماع المسلمين القطعيّ عبر القرون منذ بعث الله محمّدا صلّى الله عليه وسلّم، عالمهم وجاهلهم، معلوم بالضّرورة من دين الإسلام ومن الشّرائع والملل السّماويّة السّابقة كلّها.
2- اضطراب الميول الجنسيّة ليس ميلا طبيعيّا وليس على ذلك دليل علميّ واحد، بل هو انحراف وشذوذ ونادر كسائر الأمراض، ورفعه من معجم الأمراض النّفسيّة أيديولوجي وليس علميا وكان نتيجة ضغط جمعيّات الشّواذّ على الدّوائر العلميّة المحايدة!، وإلّا فمن الأمراض النّفسية المشهورة ما هو أكثر بكثير من الشّذوذ إحصائيّا ومع ذلك فهو مصنّف كحالة عدم سواء نفسي وعضويّ.
بل صدّق أو لا تصدّق أنّ حيض النّساء مصنّف على أنّه مرض!
وللاستزادة انظر أوّل تعليق تحت هذا المنشور.
ومع ذلك لو ثبت تنزّلا لأبعد مدى أنّه ميل فطريّ فهذا لا دخل له بالتّحريم الشّرعي، فعامّة المحرّمات الشّرعية هي أمور محبوبة ومشتهاة، والنّظرة الدّينيّة ترى أنّ النّار حفّت بالشّهوات أصلا
فميل الرّجل للمرأة حّرم الشّرع منه أكثره ولم يبح منه إلا صورة الزّواج، وكذا السّرقة هي في الأصل نازع طبيعيّ للتّملّك، حتّى الأكل وجماع الزّوجة الشّرع حرّمه في نهار رمضان، فالشّرع يتصرف في تلك الميول بالمنع أو التّحديد وهذا هو الشّيء الطّبيعي!
فديننا اسمه الإسلام لمن لم ينتبه وليس هو دين اللّذّة لأبيقور بالمناسبة.
ولم يقل أحد عاقل قطّ إنّ الميل الفطريّ دليل على الإباحة الدّينيّة أو القانونيّة، وليس شيء من تلك الميول قاهرا لا يستطيع الإنسان تجنّبه، إلّا في حالات نادرة جدا ومرضيّة تستلزم التّأهيل الصّحّي في المستشفيات، وليس مجرّد تنظير واحد (ملزّق) ليس له عقل ولكن عنده أشياء تأكله في أسفله يريد أن يصيّرها طبيعيّة وشرعيّة أيضا.
3- في برامج (الشّو) خصوصا وتعليقات الفيسبوك ونحوها .. لا يصلح لكم إخواني قول كلّ ما عندكم ولو كان صحيحا علميّا، لأنّ أولى الجهات بالمراعاة هي فهم الجمهور للكلام.
نعم يلزمك أنت كمحاور أن تكون فاهما للمسألة على وجهها وحصيلتك المعرفيّة أكبر بكثير ممّا تقول، لكنّ طريقة الحوار والجدل لا ينفع فيها في غالب ما أراه أكثر من جواب النّقض ومسالك الإفحام والجواب المسكت وقلب الحجّة.
مثال: حين يقول الشّاذّ (وينبغي الإصرار على هذه التّسمية لأنّ حمولتها اللّغويّة نفسها فيه تصحيح لجهة النّظر)، حين يقول: لقد خلقنا الله هكذا فلماذا تنكرون علينا؟!
فالجواب المناسب: لأنّ الله خلقنا جميعا هكذا أيضا .. نستقذر فعلكم ونحتقره.
وحجّتك حجّته فكيفما أجاب بعدها فليكن جوابك مثله.
أمّا صمودك للتّفريق بين الخلق والفعل وتفاصيل نفي الجبريّة فطريق طويل هنا، يلزمك أن تكون عارفا به لتعرف ما يخرج من رأسك ويكون تصوّرك تامّا وصحيحا، وكذا هو الأمثل والأقوى حجاجيّا، لكن لا يسمح لك الوقت ولا الظّرف ولا فهم المتلقّي بسلوكه.
4- من ابتلاه الله بشيء من ذلك الاضطراب في الميل الجنسيّ فصبر واحتسب وكفّ نفسه عنه كان له بذلك أجر عظيم قد ينيله رتبة الولاية وخلّص المتّقين جزاء جهاده لنفسه وكفّها عن المحارم.
ومن كان اضطرابه يمكن معالجته عضويّا أو نفسيّا لزمه أن يسعى في ذلك العلاج.
وقد رفع الله عن هذه الأمّة الإثم في ما حدّثت به أنفسها ما لم تتكلّم بذلك أو تعمل به.
5- من ابتلاه الله بنفس ذلك العمل المحرّم فتاب تاب الله عليه، والتّوبة تجبّ ما قبلها، والله يقبل التّوبة من عباده ويفرح بها ويعفو عن السّيئات جلّ جلاله.
6- رجل مبتلى وقع في سيّئة يمكن دوما تفهّمه
أمّا أن تكفر أنت بالله ورسوله دفاعا عن حقّه في استعمال مؤخّرته كيفما يشاء لأنّك تلقّنت كلمتين تسمّيهما (فلسفة أخلاقيّة وحقائق علميّة) فهذا والله هو الحمق لو مشى على قدمين.
والله المستعان!
ربّ يسّر وأعن!
المصدر : صفحة الشيخ كمال المرزوقي
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن