أزمتهم هم!!
أربع سنواتٍ انقضت وطبيبة التَّغذية -الناشطة الإنسانية- سوفي بترونان محتجزة في دولة مالي، تلك السنوات كانت كفيلةً لتحوُّلها إلى الإسلام!
هي آخر رهينةٍ فرنسيَّة في العالم، حرص رئيس دولتها على فكِّ أسرها؛ فبذلت حكومتها مالًا، وأطلقت سراح 200 معتقلٍ لديها؛ ذلك كله إكرامًا لتلك المتطوِّعة التي قضت قرابة عقدين من الزمن مُشفِقةً على فقراء ذلك البلد ومرضاه، وبخاصةٍ منهم أطفالهم اليتامى؛ ذلك العمل الإنسانيُّ المشكور لم يَضِعْ سُدًى؛ فالرحمة التي بذلتها لسنواتٍ عديدة قد نالها منها نصيبٌ وافر.
نعم، كانت فترة احتجازها تلك فرصةً لا تعوَّض للبحث عن الحقيقة التي اهتدت إليها بعقلها النيِّر، وقلبها الرحيم، فاطَّلعت -بما تيسَّر لها- على مبادئ الإسلام ومنهاجه، فما تردَّدت في اعتناقه.
أما رئيسها فكان يأمل سَبْقًا سياسيًّا يُجيِّره -لاحقًا- في انتخاباتٍ مقبلة؛ فهو الذي عمل جاهدًا على إنقاذ مواطنته البريئة من براثن قومٍ متوحِّشين لا همَّ لهم إلا ترويع الآمنين وقضّ مضاجعهم ! فإذا به يُفاجأ بأنَّ سوفي باتت مريم المسلمة!
ألغى الرئيس خطابه المفترض وعاد أدراجه منزعجًا غاضبًا؛ إذ كيف يُفسِّر لمواطنيه القبولَ بمقايضة 200 رهينة مقابل امرأةٍ كانت لا تعادي مُحتجِزيها، بل تعتنق فكرهم، وترحم ضعيفهم ؟!
إنَّ الإسلام مُعتقَد ومبدأ وتشريع، يستحيل أن يمرَّ بأزمة يا ماكرون، إنما الأزمة باتت عند مَن استحوذ على عقله -بل وقلبه- الإسلاموفوبيا.
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [الصف:٨].
“لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ” [مسند أحمد بسند صحيح].
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة