الشيخ الذي صفع نابليون
كتب بواسطة حمدي شفيق
التاريخ:
فى : تراجم وسِيَر
1657 مشاهدة
كان الشيخ سليمان الجوسقي -رحمه الله- أحد علماء الأزهر الشريف، وكان مكفوف البصر، لكن هذا لم يمنعه من المشاركة في الثورة على الاحتلال الفرنسى، بل كان أحد كبار قادتها ومُنظّميها ومُموّليها..
فقد سخّر رحمه الله ثروته الكبيرة لشراء الأسلحة للثوار وإمدادهم بالمؤن والطعام والذخائر، وكان يطوف بأحياء القاهرة -على حماره- لتفقّد التحصينات وإعطاء الأوامر والتوجيهات.
طائفة العميان
وأثار الجوسقى جنون الفرنسيين، بجيشه الكبير من طائفة العميان، الذين نشرهم في كل الأنحاء، للتجسّس على معسكرات الاحتلال، ورصد تحركات القوات التي تُطارد الثوار، واصطياد أكبر عدد من الجنود ليلًا، عند خروجهم سكارى من الحانات، أو ابتعادهم عن المعسكر لقضاء الحاجة أو غير ذلك..
إنهم بشر مثلكم
وكان الشيخ رضي الله عنه جسورًا لا يهاب الموت، وما زالت كتب التاريخ تحفظ مقولته الخالدة للثوار عن الفرنسيين:
«إنهم بشر مثلكم.. فاخرجوا إليهم، فإمّا أن تُبيدوهم، وإمّا أن يُبيدوكم».
وصدق رحمه الله، فإنما هو النصر أو الشهادة.. وكثرت عمليات اغتيال الجنود، وحرق وتخريب المعسكرات، وكانت أصابع الاتهام تشير دائمًا إلى رجال الجوسقى.
إغراء الشيخ
ولجأ نابليون أولًا إلى إغراء الشيخ، فاستدعاه لمقابلته، وقال له إنه يريد تعيينه سلطانًا على مصر،لاستثمار علمه وخبراته ومحبة الناس له..
وتظاهر الشيخ بالموافقة، فمدّ نابليون يده ليصافجه ويبايعه، ومدّ الشيخ يده اليمنى كذلك، وعندما اقترب بونابرت للإمساك بها، كانت يد الجوسقى اليسرى قد هوت على وجه الطاغية بصفعة مُدوّية، وسط ذهول الجميع، وقال له ساخرًا:
«هذه ليست يدي، بل يد الشعب يا بونابرت»..
اعتقال الشيخ وإعدامه
أُصيب القائد الفرنسي بالجنون، فأمر باعتقال الشيخ وإعدامه على الفور..
وتختلف الروايات حول كيفية مقتل المجاهد العظيم وبطل الثورة الشيخ الجوسقى، يقول مؤرخون أنه تم نقل إلى السجن، حيث توفي بعد ذلك بشهور..
ومنهم من يؤكد أنه استشهد، فور أن ألقاه المجرمون من أعلى أسوار قلعة محمد علي..
وسواء صحت هذه الرواية أم تلك، فالقدر المُتيقّن إن شاء الله أن الشيخ سليمان الجوسقى -رحمه الله- قد نال الشهادة، وتم تخليد اسمه بأحرف من نور في سجلّات الأبطال الكبار، وقوائم الثوار العظام، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها ومَن عليها.
المصدر : صحيفة الأمة الإلكترونية
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن