أدعو على ابنتي
كتب بواسطة الشيخ كريم حلمي
التاريخ:
فى : شباب بنات
1049 مشاهدة
دائماً أقول إلى ابنتي: عمى في قلبك، ربنا يآخدك. وأحيانا أقول لها: إنه لا يفرق معي إذا تموت أو تعيش. فهل علي إثم لأنها صرخت اليوم في وشي وقالت لي حرام عليك وكررتها كتير؟ وهل عليها هي وزر لأنها صرخت في وجهي؟ علماً بأن الخلاف يكون على مواضيع بسيطة بس أنا عصبية صراحة.
ج / أنتِ تدمرينها!
تدمرينها، بل وتدمرين نسلها!
تصنعين منها إنسانة مشوّهة ستعيش بهذا الشوه أبدًا حتى تنقله إلى أبنائها في سلسلة ممتدة من البؤس!
ماذا كنتِ تنتظرين منها بعد هذا؟!
ماذا كنتِ تنتظرين من إنسان غرس الله في فطرته أن أبويه هما مصدر الأمان والسكينة والحب والرعاية فإذا به يجد آمن على وجه الأرض يلفظه ويرميه بالدعوات المسمومة وكلمات الرغبة في الخلاص منه؟!
كيف أن يكون الإنسان سويًا بعد هذا؟
كيف يثق فيكما أو في نفسه أو في الناس؟!
كيف بعد هذا تتعجبين من عدم قدرته على التحكم في عاطفته أو ضبط انفعاله أو منع انفجار بركان غضبه وكراهيته في وجهيكما؟!
نعم هي آثمة، لكن إثمكما أكبر، لأنكم شاركتم في صنع آثامها هذه بأياديكم ..
هل تعلمين قدر الأسئلة التي تأتيني من فتيات قد يكن في عمر بنتك أو أكبر قليلًا يسألن: "هل يحرم عليّ أن أكره أمي؟ أن أكره أبي؟ ألا أطيق سماعهما؟ ألا أحبهما؟ أن أخاف من الإنجاب وألفظه لأني لا أريد تجربة مكررة مع أبنائي؟"
هل تعلمين أن ابنتك هذه ستبحث عن الأمان والحب والرعاية خارج بيتكم المفعم بالكراهية والرفض، وستخوض - غالبًا - في سبيل ذلك رحلة متقلبة قاسية ستخرج منها أكثر تشوهًا وهشاشة؟!
هل تعلمين أني تعاملت بشكل مباشر أو غير مباشر مع ما قد يصل إلى مئات من حالات الاضطراب النفسي والإلحاد والتشكك في الدين والانحطاط الأخلاقي، وكان الرابط العجيب المذهل بين ما لا يقل عن 95% من هذه الحالات هو تفكك الأسرة أو الشكاية منها أو انتشار روح العداء والكراهية وهذه الكلمات السلبية فيها؟!
قد أكون قاسيًا على الرغم من إعجابي بقدرتك على استشعار احتمالية وجود خطأ ما عندك!، حتى هذه نفقدها عند أغلب الآباء والأمهات، لكن لو تعلمين قدر مشاعر الغضب والحزن والغم التي بثها سؤالك في نفسي لعذرتني!، لا أظن إلا أني سأقضي يومًا كئيبًا من أثر هذا السؤال!
أعانك الله على هذه المسئولية العظيمة التي ستُسألين عنها؟
أنار الله بصيرتك وشرح صدرك وأعانك على نفسك..
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة