علاج القلوب المنهكة
كتب بواسطة الدكتور خالد أبو شادي
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
1065 مشاهدة
قلوبنا مُنهكة من الحزن والألم، أشعر بالعجز، قل لي خطوات عملية نفعلها حتى نتخذ من هذا الألم دافعا لشحْذِ النفس وتزكيتها؟.
ج / الصبر في المعنى اللغوي: المنعُ والحبس؛ فالصبر حبسُ النفس عن الجزعِ، واللسان عن التشكِّي، والجوارح عن لطمِ الخدود، وشَقِّ الثياب وأمثالها، ولذا قال الجنيد حين سُئل عن الصبر: «هو تجرُّع المرارة من غير تعبيس».
ثلاث محطات للتصبر:
١- التفكر في ثواب الصبر:
التفكر في ثواب الغد والعيش في تفاصيله هو أعظم ما يُعين العبد على تحمل شدائد اليوم.
وإن كل العبادات ثوابها محدود إلا الصبر: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر 10]
وبالصبر ترتفع المنازل التي لا يبلغها العبد بالأعمال: «إن الرجل ليكون له المنزلة عند الله فما يبلغها بعمل، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها». [ صحيح ابن حبان. ]
والصابرون غدا يغبطهم أهل نعيم الدنيا على ما هم فيه: «يودُّ أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قُرِضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء ».[صحيح الترمذي]
ولذا قال الحسن: «الصبر كنزٌ مِن كنوز الخير، لا يعطيه اللهُ إلا لعبدٍ كريم عنده».
٢- طالعْ أحوال الصابرين لا الجازعين.
اقرأ كلمات الثابتين لا المتذبذبين.
أحِط نفسك بالمتفائلين لا المتشائمين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر».[صحيح البخاري]
وقد أمر الله خيرَ رسله وسيد خلقه بتأمل السيَر العطِرة لأعظم الصابرين، فقال تعالى :{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 35].
٣- جلد الفجار خيرُ ما يستفز صبر الأبرار!
تصبّر وأنت ترى أعداءنا يألَمون كما نألم، ويصبرون على الباطل صبراً عجيباً، لكنه صبر مشؤوم يسوقهم إلى الجحيم، بينما صبرنا المحمود يأخذ بأيدينا لغاية النعيم.
يقول صاحب الظلال:
"وإذا كان الباطل يصر ويصبر ويمضي في الطريق، فما أجدر الحق أن يكون أشد إصرارًا، وأعظم صبرًا على المضي في الطريق".
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة