كتائب الشتاء
كتب بواسطة أ. بدر الثوعي
التاريخ:
فى : بوح الخاطر
1126 مشاهدة
هذه كتائب الشتاء تطرق الأبواب، تأملتُ في سورة النعم "النحل" فوجدتُ أن الدفء من النعم التي امتن الله بها على عباده بتفاصيل تأخذ بمجاميع القلوب.
تأمل معي المدفئات التي امتنّ الله علينا في سورة النحل وحدها؛ وكلها مرتبطة بالأنعام فقط:
- الأكل في سياق الدفء :
"والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون"
فالطاقة التي يمنحها الأكل ابتداء، وأثرها على دفء الجسد، ثم ما لبعض الأنواع المخصوصة من أثر إضافي للدفء كالمرق والحليب ومردّها للأنعام.
- سكن البيوت ودفأها:
"والله جعل لكم من بيوتكم سكنًا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا"
والسكن لا يستتم إلا بسكون النفس؛ والدفء من أسباب سكن النفوس في البيوت.
- الأثاث:
"ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثًا ومتاعًا"
فالأصواف والأوبار والأشعار مما يستخدمه الإنسان للدفء، ومنه اللحف التي ترق وتثقل بحسب المكان ودرجة حرارته.
- اللباس:
"وسرابيل تقيكم الحر"
ولم يذكر البرد لأن ما يقي الحر يقي البرد، وهذا الحذف لما عُلم من أساليب القرآن المتقررة، والسرابيل: القمُص والملابس من الصوف والكتان وسائر الأقمشة، ومنه ما تفنن به ابن آدم من صناعة لباس يقي برد القدم، والصدر، والرأس، وغيرها.
ثم أعقب هذه النعم بقوله سبحانه:
"كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون"
إي والله أتمها، فيسّر الطعام، والبيوت، والأثاث، واللباس، وقد قرأ ابن عباس: "لعلكم تسلمون": بفتح التاء؛ فيكون المعنى: لعلكم تسلمون من الآثار.
وعلى قراءة الجمهور "لعلكم تُسلمون" أي تنقادون وتخضعون لمن أولاكم هذه النعم.
اللهم عرّفنا نعمك بوجودها لا بزوالها، واجبر من ضاق حاله في المخيمات وضعفاء الحال من سائر المسلمين.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن