ولد في مدينة حلب من سورية عام 1370هـ الموافق 1951م، دخل كليّة الشريعة في جامعة دمشق عام /1969/م وتخرّج فيها عام /1974/ م. عمل إماماً وخطيباً في بعض المساجد في حلب، كما عمل في التعليم في بعض المدارس المتوسّطة والثانويّة التابعة لوزارة التربية . ثمّ عمل مدرّساً في الثانويّة الشرعيّة. بعد خروجه من سورية قدم إلى المملكة العربيّة السعوديّة بتاريخ 1403هـ، وعمل في مدارس الفلاح أحد عشر عاماً ، ثمّ تركها،
إلى أمّة المِليار.. لا تكونوا كالأصفار!
وغد زنيم، تمطّى ونظر، وعبث بذيله مثل البقر، وخطب في ناديه فلم يسمع إلاّ صداه، فزمجر وعربد، وقال: أنا ربّكم الأوحد، فقهقه القوم من حمقه، فزاد في غيظه وحنقه، وأدرك أنّه نكرةٌ شَذُوذ، مَكروه مَنبوذ، فقال: لا بدّ من حيلة ووسيلة، أجمع الرعاع بما يستطاع، فأوحى إليه الشيطان أن إذا كنت تريد سرعة الوصول فاقرع الطبول، وناد بالويل والثبور، ترفع بين الناس مكانتك، وتغطّي على سوأتك، ولا تتكلّم بأدنى القول فما منه من ثمرة، ولا يعرف الناس خطره، فقال للشيطان: وماذا تعني وتريد؟
فقال: ألم تفهم كلامي أيّها الأحمق؟! أرأيت أعظمَ من نبيّ المُسلمين محمّد، يحبّونه أعظمَ الحبّ.. ويغارون عليه أشدّ الغيرة، وهم ملياران من البشر، يملؤون أرجاء الأرض، ويزدادون يومًاً بعد يوم زيادة مخيفة مرعبة!! فقال للشيطان: أحسنت فيما نصحت! إنّك لذكيّ ذكاء الخبثاء، وناصح كأحكم الحكماء.. ولكن ما السبيل إلى ما تقول؟! وماذا أعمل؟!
فقال له: ستبقى غبيّاً ما حييت.. أطلق السباب والشتائم بلا حساب، ولا عليك.. فأطلق الخبيث سبابه وتوارى، والخوف يعصف بفؤاده ويزلزله، ولم يكن مثله إلاّ كمثل الحمار، يحسب أنّ صوته أجمل الأصوات، فينهق وينهق، فلا ينال من الناس إلاّ الضرب والاحتقار.. وما الحلّ مع مثله؟! كلّما زادوا في ضربه ليخفي حسّه زاد في نهيقه، فخير له تركه ليموت بغيظه..
وما مثلك أيّها الوغد الزنيم في الحاضرين، إلاّ كمثل سلفك في الغابرين الهالكين، الذي قال الله تعالى فيه: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ البَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} [المدَّثر:18ــ26 ] وانتهى القرار الإلهيّ، ولا معقّب لحكمه.
وإذا كان لا بدّ من القول، فهو لقومنا أهل الإيمان والحبّ لنبيّهم صلّى الله عليه وسلّم، أهل الغيرة على عرضه، ليعرفوا عدوّهم، ويدركوا الخطر على دينهم وأبنائهم، ويأخذوا حذرهم، فالعدوّ الحاقد لا تنفع معه الطيبة وحسن الظنّ، ولا بدّ له من حزم يكسر بأسه، ويقفه عند حدّه.. وهذه الكلمات والأبيات من هذه البابة بعون الله..
لقد نعق هذا الناعق الأثيم الزنيم، بما لا يسمع إلاّ دعاءً ونداء، يحسب الأفّاك الدعيّ أنّه ينال من نعل سيّد ولد آدم، عليه الصلاة والسلام، ووجدت أنّه أتفه من أن يردّ عليه، وعلى أشياعه الأفّاكين، ومثلهم كثير في مستنقعات التفاهة والحقارة، الذين تؤزّهم شياطين الإنس قبل شياطين الجنّ، وهم ليسوا من عقلاء البشر، أو ممّن لهم أثارة من العلم أو الفهم، ولا ينفع معهم رأي ولا فكر، وليسوا من الحكمة بمكان، ولا من أهل الحجّة والبرهان، ولا يخرسهم إلاّ التمثيل لحالهم بما يشبهون من الحيوانات العجماوات، التي هي في الحقيقة أرقى منهم حالاً، وأهدى سبيلاً..
شَدا يوماً حمار في فلاة فتابعَ شَدوَه بعضُ الحمِير
وخاطبَ قَومَه الأرذالَ نَهقاً فأصغَوا يَنهقونَ بلا شُعُور
وقالوا: قد سَمعنا اليومَ شَدواً ألذّ من الحثالة والشعير
فزادَ بنَهقه طَرباً وتِيهاً ورَجّعَ في النهيق وفي الزفير
فآذى كلّ ذي سَمع شَريف تأبّى عن مُعاشَرة الحمِير
فيمّمَ نحوه ضِرغامُ غابٍ يُؤدّبه ليخنسَ في الحظير
وأوسَعَ رأسَه ضَرباً ولكماً فوَلّى بالمَذلّة والثبور
كذلكَ كلّ مَن أبدى انتفاخاً وعُدواناً بنهق كالحمير
فكيفَ إذا تعَدّى كلَّ قَدر إلى مِن عزّ في كلّ الدهور
إلى خير الورى مختار ربّي ومَعدِن فضل ذي العرش الكبير
فمَن آذاه يَلقى الذلّ قهراً يفُوقُ عن التصوّر والشعور
ألا تبّت يَداه وشُلّ فُوه وأصلاه الإلهُ لظَى السعير
وأرغَمَ أنفَه بالذلّ يَهذي كأجربَ يختبي بينَ الجُحور
تَرقّب يا دَعيُّ كُؤوسَ خِزي تَغصُّ بها كزقّوم السعير
ووا حزناه هان الحقّ فينا وأضحى بين سكّان القبور
ولو كانت لنا الريادة في البرايا لخاف الوغد من غضب النسور
وجرّدنا جُيوشَ الحقّ تَمضي تُؤدّبُ كلّ مختلّ الضمير
ولكنّ الركونَ إلى الدنايا يُذلّ المَرءَ بالأمر الصغير
إلى الجبّار نشكو حالَ ذلّ به صرنا كمَقهور أسير
فلا كنّا، ولا كانت مُنانا إذا المَأفونُ أبدَى أيّ زُور
أو انتقص الحِمى وَغدٌ زنيم له مثل بأحوال الحمير
سَلامٌ للذي أهدَى سلاماً إلى الدنيا بأطيب من عطور
ومَن مَلكَ القُلوب بكلّ حُبّ هو الأسمى على رغم الحقير
يَزيدُ مع الزمان جلالَ قدر وحُبّ الله أكبر من كبير
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة