ماجستير في الدراسات الإسلامية
مسؤولة اللجنة الدعوية - جمعية الاتحاد الإسلامي
للوهلة الأولى ينقدح السؤال في ذهني باستنكار: كيف لناطقِين رسميّين باسم الحزب المتحكّم في الهند أن يتجرّؤوا بالتهجّم على جَناب رسول الله عليه الصلاة والسلام؟!
نحن – المسلمين- قوم سِلم وسلام ومحبّة ووئام.. لم يُعرف عنّا في تاريخ الحضارات قديماً، ولا في الحاضر أننّا تهجّمنا على أحد! ولا أننّا احتقرنا أحداً ولا شتمنا ولا استهزأنا بأحد؛ ذلك لأنّ خالقنا ومولانا سبحانه وتعالى منعَنا من ذلك، وأمرَنا بتجنّب هذه السفاهة من أصلها: {وَلَا تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام،١٠٨]، في إشارة إلى أنّه لا جدوى من ذلك، طالما أنّ اللّه تعالى سيحشر كلَّ الخلق يوم القيامة، ويحاسبهم حساباً دقيقاً، ويجازي كل مخلوق بما قدّم.
ومع أننّا نرى ونسمع ونشاهد، ما يصدم أيّ عاقل في العالم - فضلاً عن اللبيب الطبيعي ذي الفطرة السليمة - مِن مشاهد غير طبيعية للهندوس والبوذيين والسيخ ونحوهم، حيث يعظّمون الفئران ويتقدّسون بها، ويبنون لها مقامات ومعابد للزيارة والعبادة والتبرّك بوسخها! ومشاهد مقززّة مثيرة للقرف، أبطالها هندوس يتبّركون بروث بقرة وبولها!!
ومشاهد مقلقة تهدّد بيئة الكوكب، أبطالها هندوس وسيخ يرمون جثث موتاهم في نهر جارٍ، ويتركونها لتتحلّل بنفسها ولتأكلها الحيوانات، وفي هذا كوارث صحية مخيفة لا تخفى على عاقل.. ومن حرق للزوجة وهي حيّة مع زوجها الميت!!
كلّ هذا وغيره كثير، لم يدفعنا لنتهجّم على مقدّساتهم الخبيثة، ولا ننال من معظّماتهم السخيفة؛ لأنهم ببساطة ككافرين! لهم دينهم ولنا دين. مع التنبيه إلى أنّ مسلمي الهند لا يتوانون ولا يبخلون بجهد الدعوة إلى اللّه تعالى والتعريف بعظمة وجمال الإسلام، وعظمة وجلال جناب حضرة سيّدنا النبي عليه الصلاة والسلام، فهم يقومون بتبليغ الدعوة الإسلامية وليسوا بمقصّرين.
فنعود للسؤال، وجوابه:
إنّ الباطل وجنوده لا يألون جهداً ولن يتوقفوا عن مهاجمة الإسلام إلى يوم الدين، وأنّ سنّة الله تعالى في الخلق والحياة الدنيا، هي التدافع بين الحق والشر طالما هناك إبليس وبشر، وسيظل الباطل يهاجم النور والحق والنبي الخاتم عليه الصلاة والسلام، والإسلام والشرع الحنيف إلى أن تقوم الساعة؛ فأن تهاجم خنازيرُ فرنسا العنصرية الإرهابية كل ما يخصّ الإسلام، وأن تنال من جناب نبيّنا الشريف وزوجاته العظيمات وصحابته الكرام، في كلّ مناسبة وغير مناسبة..
وأن يهاجم عبدة المليون إله نبيّنا المعظّم عليه الصلاة والسلام فجأة..
وأن يشتم الدانماركي والهولندي والسويدي – الذين تحتل بلدانهم أعلى مرتبة في الانحطاط الخلقي والإسفاف الحضاري وأعلى معدّل في الانتحار- دين الإسلام دين الرحمة والفطرة السوية والبساطة والسلام والسكينة والاستقرار..
فهذا مؤشّر هامّ يفيدنا أن نركّز على ما يدلّ عليه قائلة:
إنّ المسلمين محسودون، وحُسّادهم يغارون منهم، ويتمنّون زوال هذه النِّعم عنهم..
وأنّ على كلّ مسلمة أن تربي أولادها على هذه الحقائق الربانية، وأن تحذر من أن تغفل عن غرسها في وجدانهم، وتغذية عقولهم بكل ما من شأنه تقوية إيمانهم وترسيخ عقيدتهم، مقابل تهجّم السفهاء الأنجاس، وتحصين قلوبهم بتبصرتهم بأبجديات سنّة التدافع، والقوة العلمية والمهارات الأكاديمية والقدرة على المفاصلة، فلا يقومون بارتجال الأجوبة ولا يبدر عنهم ردّات فَعل حماسية مخيّبة للآمال، أو أن يقعوا في فخِّ المخابرات التي تترصدهم.
وأن تبذل جهدها لرفع منسوب وعيهم بهذه المسائل الخطيرة؛ فلا يخلعون الدرع مهما احتكّوا بالآخرين..
ولا يحسنوا الظنّ مهما أبدى لهم الآخر من تمسكُن وخُنوع..
وألّا ينظروا إلى الآخَر بمنظور سطحي يعوزه فقه الحرب وأدبياتها..
كما ينبغي على ولاة أمور المسلمين أن يهبّوا لمعاقبة الجناة الهندوس بكل ما يملكون من سلطان أعطاهم الله تعالى إياه، ولديهم القدرة على لجْم كل معتدٍ وسفيه تواقح وأساء، وإن لم يفعلوا فكلهم آثمين.
ونفتخر بكل الشعوب المسلمة التي - رغم ما تعانيه وتعيشه من قهر وتجويع وتعذيب- انتفضت كالملسوع؛ غضباً ورفضاً وتعظيماً وحُبّاً ونصرة للمحبوب الحبيب صلّى الله عليه وسلام، فكل الشعوب المسلمة تفدي عظيمها وحبيبها بروحها..
هذه الروح الجميلة هي نور ونار.
# إلا رسول الله صلّى الله عليه وسلم
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
ماجستير في الدراسات الإسلامية
مسؤولة اللجنة الدعوية - جمعية الاتحاد الإسلامي
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة