سرُّ الهجرة

ثلاث عشرة سنة في إعداد القواعد الإيمانيَّة؛ مِن الأقربين، والصَّحب المقرَّبين، بل وإشهار الدعوة للناس أجمعين.
تلك الجهود المباركة كلُّها لاقت صُنوف تكذيبٍ معنويٍّ وحسِّي، لكنَّ رسول الله ﷺ صابرٌ مُحْتَسِبٌ لم يُثْنِه عن دعوته شيء، وما أنْ عاد عليه الصلاة والسَّلام من رحلته المباركة - رحلة الإسراء والمعراج -، وبات عزمُه تتحطَّم عنده الشُّمُّ الرَّاسيات، حتى أَذِنَ له ربُّه - تعالى - بالخروج من مكَّة.
صبرٌ لا نظير له على ألم المُعاناة، ومحاولات مُباركاتٌ تِلو محاولات؛ فلا مَلَل ولا كَلَل. فلمَّا كان الإذنُ كان لا بُدَّ من: سلامة الخروج، وسلامة الطريق، وسلامة الوصول، وحُسن الاستقرار، كلُّ ذلك أسبابٌ لنُصرة الدِّين، اسْتَنْفَدَها صلواتُ ربِّي وسلامه عليه، وهو مَن إذا شاء دعا ربَّه - سبحانه - فأهلك كلَّ مَن يُفكِّر في مُعاداته !
ذاك سرُّ الهجرة وهكذا فَلْيَكُنِ التوكُّل: أخذٌ تامٌّ بالأسباب وكأنَّها كلُّ شيء، وتسليمٌ لأمر الله - تعالى - وكأنَّ الأسبابَ ليست بشيء.
{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:٢١.]
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء السادس
وجوه النفاق.. في الدين والحياة
تأثير التنمُّر على نفسيّة الطفل
أشرَق الأمل... وعاد الحقُّ إلى أهله
جواب العلم والدين.. لما تعارض عن يقين! الجزء الثالث