التربية على القيم الإسلامية في زمن الانفتاح
يعيش أبناؤنا اليوم في عالم مفتوح تتدفق فيه المعلومات والأفكار بلا حدود، تتقاطع فيه الثقافات، وتتسارع فيه وسائل التأثير من الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وفي خضم هذا الانفتاح الواسع، تبرز الحاجة الملحّة إلى التربية على القيم الإسلامية؛ فهي البوصلة التي تحفظ التوازن، وتوجه السلوك، وتمنح الإنسان هوية راسخة تحميه من الذوبان في ثقافات غريبة عن دينه وأصالته.
أولاً: مفهوم القيم الإسلامية وأهميتها
القيم الإسلامية هي المبادئ الأخلاقية والروحية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، مثل الصدق، والأمانة، والعدل، والرحمة، وبر الوالدين، واحترام الآخرين. هذه القيم ليست مجرد شعارات، بل هي أساس لبناء الشخصية المسلمة المتوازنة، التي تسعى للخير وتنبذ الشر، وتتعامل مع الناس بخلق رفيع يعبر عن سماحة الإسلام وجماله.
ثانيًا: تحديات التربية في زمن الانفتاح
في زمن الانفتاح، تواجه الأسرة والمجتمع تحديات عديدة، منها:
- تأثير الإعلام ومواقع التواصل التي تروج أحيانًا لأفكار بعيدة عن قيمنا.
- ضعف القدوة الصالحة في حياة الأبناء، سواء في الإعلام أو الواقع.
- التأثر بالثقافات الغربية التي تركز على المظاهر المادية وتغفل القيم الروحية.
- انشغال الأهل وضيق الوقت عن متابعة الأبناء وتوجيههم.
كل هذه التحديات تجعل مهمة التربية أصعب، لكنها في الوقت نفسه تزيد من مسؤولية الآباء والمربين في ترسيخ الهوية الإسلامية داخل نفوس الأبناء.
ثالثًا: وسائل عملية للتربية على القيم الإسلامية
- القدوة الحسنة: فالأبوان هما المدرسة الأولى، وسلوكهما هو أبلغ وسيلة تربية.
- التحاور مع الأبناء: بالحب والاحترام، لشرح معاني القيم وربطها بالحياة اليومية.
- ربط الأبناء بالقرآن والسنة: من خلال القصص والأمثلة النبوية التي تغرس القيم بطريقة مؤثرة.
- استثمار الإعلام الإيجابي: عبر متابعة المحتوى الهادف الذي يدعم القيم الإسلامية.
- المشاركة في الأعمال الخيرية: لتربية الأبناء على الرحمة والعطاء.
ختامًا:
إن التربية على القيم الإسلامية ليست مهمة مؤقتة، بل رسالة مستمرة تبدأ من البيت وتمتد إلى المدرسة والمجتمع. وفي عالم الانفتاح، لا يكون الحل بالانعزال، بل بالانفتاح الواعي الذي يحافظ على الثوابت ويستفيد من الإيجابيات دون أن يفقد هويته. فمن تربى على القيم الإسلامية سيظل ثابتًا بوجه الرياح الفاسدة.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"




التربية على القيم الإسلامية في زمن الانفتاح
ابتسامة.. تبدِّدُ وَجَع الفَقد
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء العاشر
توقّفت حرب غزّة، فماذا بعد؟!
رؤية إيمانية في ميزان الأقلية والأكثرية