بيان إثر الحادث الأليم الذي جرى في مدينة صيدا
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"
إزاء الحادث الأليم الذي جرى في مدينة صيدا الأحد الماضي في ١٥-١٢-٢٠١٣م اجتمعت هيئة علماء المسلمين في صيدا وتداولت في معطياته وتداعياته وصدر إثر لقائها البيان التالي:
صرح وزير عدل سابق ونائب حالي عن مدينة طرابلس بقوله: "هناك تصوّر عام بأن مخابرات الجيش منحازة، وعلى السلطة القيام بإجراءات لبناء الثقة مع أهل المدينة".
بهذه الكلمات الواضحة والمباشرة تم التعبيرعن الوجدان العام لمدينة طرابلس وهو ما يعبر الآن عن الضمير المشترك لشريحة كبيرة من أهل مدينة صيدا ومناطق لبنانية عدة.
لقد استفاق الصيداويون - وعلى وقع لحظة إقليمية ومحلية حرجة - على حادث دموي أليم هز وجدان المدينة، كانت حصيلته سقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى المدنيين والعسكريين، وقد تم إغراق المدينة بسيل من الروايات المتضاربة والتي لم تقتصر على روايات وسائل التواصل الاجتماعي فحسب بل تعدتها إلى وسائل الإعلام والبيانات الرسمية التي تباينت فيها رواية مديرية التوجيه مع رواية وزير الداخلية حول الأحزمة الناسفة، بل سرى الأمر على البيانين الصادرين عن نفس مديرية التوجيه إن من حيث توقيت الحادثتين أو عدد المهاجمين المفترضين على حاجز الأولي ففي البيان الأول كان المهاجم واحدا وفي البيان الثاني كان المهاجمون ثلاثة؟؟؟!!
المشهد الذي أثار عددا من التساؤلات الموضوعية منها:
أ- هل هناك من يهدف إلى إعلان المدن اللبنانية المتمردة على الهيمنة مناطق عسكرية بعدما تم التلويح به مراراً في حق صيدا وطرابلس تحديدا؟
ب- أم أن اختراقاً ما ينخر في بنية المؤسسات المؤتمنة على أمن الناس؟
ت- أم أن استخداماً مفرطاً للقوة في لحظة توتر ومفاجئة قد قاد إلى هذا المشهد الدامي؟
ومع كل ما سبق فيهمنا أن نؤكد، أن صيدا تدفع ثمن حرصها على حصرية السلاح بيد الدولة العادلة والفاعلة وثمن نضالها في إصلاح ميزان العدالة والمحافظة على خط الاعتدال الذي تمثله، وعليه فإن أي انجرار إلى أتون الفتنة وخاصة مع الدولة ومؤسساتها هو سلوك مدان ومضاد لهوية المدينة وتوجهاتها. وانطلاقاً مما سبق توافق العلماء على الآتي:
1- يتقدم العلماء بأحر التعازي لعائلات الضحايا الذين سقطوا أو تضرروا جراء هذا الحادث الخطير.
2- يطالب العلماء بتسليم عاجل للجثث من أجل المباشرة بالإجراءات التي تمليها الشريعة الإسلامية وبما ينسجم مع مقتضيات الكرامة الإنسانية.
3- يستنكر العلماء هذا الإمعان في إزهاق أرواح الناس، بدءا بمقتل الشيخ أحمد عبدالواحد ورفيقه في عكار ومرورا بمقتل خالد حميد في عرسال وانتهاء بحادثة مجدليون اﻷخير، وبناء عليه فهم يطالبون قيادة الجيش والمؤسسات المعنية بتحقيق شفاف ومحايد حرصاً على سلامة وكرامة الجميع، وضمانا لمستقبل أكثر استقرارا وأمنا.
4- يطالب العلماء وسائل اﻹعلام توخي الدقة والموضوعية في تغطيتهم ﻷحداث المدينة وجوارها .
5- يثني العلماء على المواقف المسؤولة الصادرة عن القوى الفلسطينية والتي تساهم في المحافظة على الأمن والاستقرار.وختاما فإننا نضع الجميع أمام مسؤولياتهم في وضع حد للانتهاكات والتجاوزات والتي فاقت القدرة على التحمل، ويذكّر العلماء بأن اﻷوطان لا تبنى إلا بالعدل ولا يهدمها ويمزقها غير الظلم .
هيئة علماء المسلمين
صيدا في 18/12/2013
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن