معركة النخبة... ومعركة الأمة!!!
لا أزال أجد في الدعاة والمجاهدين مَن يدعو إلى عزل الأمة عن أهم قرار يمسّ كيانها ووجودها، وهو اختيارُ حكّامها وتحديدُ شكل دولتها، ومَن ينادي بحصر هذا الحق في فئة محدودة من الناس، من أهل السلاح أو من غيرهم، بحجة أن الجماهير التي تشكل قاعدةَ الأمة فيها الصالحُ والطالحُ وأنها لا تخلو من رَعاع ودهماء.
أقول لكل من يدعو بتلك الدعوة: إن المؤامرة على سوريا وعلى الإسلام أكبرُ من الفصائل المجاهدة وجماعات الدعوة والعمل السياسي الإسلامي جميعاً، ولا يمكن أن ينجح في التصدي لها إلا الشعب كله. إنها معركة أمة لا معركة نخبة، وعندما يكون الإسلام هو اختيارَ الناس فإنهم لن يتخلّوا عنه وسوف يقاتلون دونه ويموتون في سبيله. لذلك فإنني أعتبر تجربة مصر الأخيرة واحدةً من أعظم التجارب في ساحات العمل الإسلامي المعاصر، لأن أهل مصر اختاروا -في غالبيتهم- طريقاً إسلامياً، وعندما تآمرت الدنيا على هذا الاختيار وأسقطته هَبّوا للدفاع عنه، وما يزالون يدافعون.
إن الفرق عظيم بين هذه التجربة وبين تجربة جماعة الإخوان أيام الطاغية البائد جمال عبد الناصر. عندها كانوا وحدهم في الميدان فضُربوا منفردين، أما اليوم فقد أتيحت الفرصة للجمهور، فلما صار الأمرُ له وصار هو صاحبَ القرار والاختيار دافع عن قراره ودافع عن اختياره. لقد صارت المعركة معركته، معركة الأمة. وهذا هو أيضاً الفرق الجوهري بين الثورتين السوريتين: ثورة الثمانينيات التي كان الشعب معزولاً عنها، فضربها الطاغية المجرم ضربة قاصمة قاضية، والثورة الجديدة التي صار الشعب طرفاً مباشراً فيها وجزءاً أصيلاً منها، فعجز النظام المجرم عن إنهائها رغم كل البطش والقتل والتدمير.
القاعدة الذهبية في المعركة الأزلية الأبدية بين الحق والباطل: ليكن الاختيار للأمة لتصبح المعركة معركة الأمة، فهي وحدَها القادرةُ على تحمل تبعاتها والصبر على تكاليفها العالية وصولاً إلى النصر، وليس ذلك في وسع أي جسم نخبوي منفرد مهما كانت قوته العسكرية والسياسية. ولنا في تجارب مئة عام خلَتْ عبرة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة