زوجي يخونني عبر الإنترنت!!
زوجي يخونني عبر الإنترنت!!
كثيرة هي هذه الشكوى:زوجي مدمن شات.. زوجي يدخل المواقع الإباحية.. دخلتُ عليه وفوجئت بما أرّق عليّ حياتي.. زوجي يخونني عبر شبكة الإنترنت; فماذا أفعل؟!
ولأن كثيراً من الأسئلة في هذا المضمار وصلت إليّ.. واجتهدتُ في الإجابة عليها.. رأيتُ أن الأمر من الخطورة بمكان يجعلنا نحتاج إلى الحديث عنه والكتابة فيه.. فاستعنتُ بالله.. وأمسكت قلمي موجِّهاً رسالة للزوجات اللاتي يعانين من هذه المشكلة:
أولاً: أختي الكريمة: لا بد أن تهدِّئي من رَوْعك.. وتحاولي أن تنظري للأمور بواقعية؛ فالحياة الدنيا أختاه ما هي إلا كالبستان الذي فيه من الورود والزهور ما فيه، إلا أنه لا يخلو أيضاً من أشواك موجِعة.. وحتى نمسك الورد لا بدّ من وخز الشوك... لا بد أننا سنتألم... ألماً ربما تنفطر منه قلوبنا، وتخرّ به عزيمتنا، إلا أنّ إيماننا بالله يقوينا ويثبتنا.
ثانياً: زوجك بَشر: نعم بشر، يخطىء ويصيب.. هكذا خلقه الله.. يَعصي ويتوب.. يَضعُف ويَقوى.. يُحسن ويسيء.. تعلو همته وتهبط.. ويزيد إيمانه وينقص.. أختاه، رغم ذنب زوجك في عادته وإدمانه على ما حرم الله عليه إلا أنه «بشر»، يحتاج إلى من يأخذ بيده ويُعينه.
ثالثاً: كم يحتاج إليك زوجك الآن؟ نعم يحتاج إلى أن تأخذي بيده.. أتعلمين لماذا؟ أقول لك: إنّ زوجك يعيش لحظات ضَعف.. وكم يحتاج الإنسان في ضَعفه إلى مَن يحنو عليه؟ وما أجمل أن يكون هذا الحنوُّ من زوجه التي أحَبَّها ويُحبُّها... أنت دون غيرك أيتها الزوجة!
رابعاً: دعيني أفكر معك بصوتٍ عالٍ: ما الذي ألجأ زوجك إلى ما هو فيه الآن؟! أهو إهمالك لنفسك ولمظهرك؟ وأذكِّرك بأنّ كثيراً من الرجال مَن يغفر لزوجته عدم اهتمامها بطعامه وشرابه، ولكنه لا يغفر لها تقصيرها في مظهرها وحُسْن رائحتها.. وكونها متجددة راغبة فيه طوال وقتها.. أم أن جوَّ المنزل مليء بالمشاكل والمشاحنات الزوجية مما يدفع زوجك إلى الهرب من ذلك الجحيم إلى تلك اللقاءات المحرمة ليُشبع فيها شهوته العاطفية والجنسية وينسى بها واقعه المرير؟ (وليس معنى هذا التماس العذر لزوجك)... أم أن زوجك صاحب رفقة كانوا سبباً أساسياً في انحراف كثير من الأزواج، فيزينون له هذا الأمر، بل ويساعدونه فيه؟!
خامساً: أهديك قصة في هذا المضمار تحت عنوان:
«هل هذه من نساء الدنيا؟!»
يقول أحدهم - متحدثاً عن نفسه - إنه أخذته قدماه إلى مهاوي الردى، فألهبت مشاعره صور النساء في القنوات من تمايل الأعطاف والأرداف والتغنج والدلع والتفسخ والعري، وافق ذلك كله ضَعفاً في إيمانه وحرارة في شهوته... نسي في لحظةٍ جمالَ زوجته ونضارتها! تجرأ.. فتنقل من موقع جنس وفُحش إلى آخر عبر الإنترنت، لكن فجأة.. كانت الفاجعة!!
تدخل عليه زوجته وهو في حالة غرق وذهول.. مسمّرة عيناه في شاشة الكمبيوتر... جمدت يداه على لوحة المفاتيح ولم يستطع إغلاق الشاشة التي بها كل صور الجنس الصريح.. فما كان منه إلا أن استسلم لهذه المصيبة دون أن يفتح فمه بحرف.. نظرت إليه زوجته.. ونظرت إلى الشاشة.. ثم.. نظرت إليه أخرى وابتسمت... ثم انصرفت بعد أن أغلقت الباب وراءها بهدوء!
قال: فجمدتْ الدماء في عروقي.. ويَبِست الكلمات في فمي.. والتصق لساني في حلقي! ألقيت بنفسي على الكنبة... وازدحمت الأفكار والأعذار في رأسي، وأحسستُ أنني أتنفس بصعوبة بالغة كأني أتنفس من ثقب إبرة.. تقافز الدمع من عيني ساخناً، مكثتُ برهة كأنها سنون.
وفجأة فُتح الباب في هدوء، ثم طَرْق خفيف برفق عليه لداخلٍ يستأذن، رفعتُ رأسي... لأرى ما لم أصدِّق.. ماذا أرى؟!
إنها... إنها زوجتي... لكنها في هيئة غريبة أطارت كل فكرة في رأسي، إنها.. إنها ترتدي ثوب زفافها الأبيض الجميل! نعم، كانت تحتفظ به في دولاب ملابسها؛ رأيتُ وجهها كالقمر ليلة البدر، قفزتُ وتسمرتُ في مكاني، أما هي فابتسمت ابتسامة عذبة دون كلام... فاحت رائحة عطرها فأرجعتني لليلة زواجي منها قبل سنوات... يا ألله! ماذا أقول لها الآن؟ وبأيِّ لغة أتحدث وأيّ عذر أقدّم.. رأتْ خجلي.. ودموعي.. فلم تزد على أن قالت مشيرة بيدها هيا.. تعال معي..
- استفهمتُ بيدي أنْ: إلى أين؟!
قالت: إلى غرفة النوم... ثم أَتْبعتْها مازحة: ليش ما أملأ عينك؟ ثم رفعت يدها وبلمسة ناعمة أخذت تمسح دموعي وتنظر إليّ وتبتسم!
- قال: أُقسم بالله لو رأيتني في تلك الحال لرَحِمتني، أمشي متثاقلاً أجرّ قَدَميّ وهي تُمسك بيدي برفق وتتبسم لي.
أتعلم أنها كانت بتصرفها هذا سبب رجوعي إلى الله؟!
أتعلم أنها لم تفتح معي موضوع هذه الحادثة فيما بعد أبداً؟! حتى في حالة خصامنا وغضبها مني؟!
أخبرني أرجوك كيف أجازيها؟ أية هدية تَليق بها؟ لقد أحببتُها حباً خالط دمي.. انتهى.
وإليكِ بعض الأفكار للعلاج والخروج من مأزقك:
في البداية أنصحك بأن تُكثري من الدعاء لله عز وجل أن يهدي قلب زوجك.. وأن تُكثري من التعبد لله تعالى والتقرب إليه بالإكثار من تلاوة القرآن، لأن فيه شفاء من كل داء ظاهري وباطني.
احذري أن تكشفي سرّه.. واستري فعلته.. ولا تبوحي بأمره لأحد.
تَزينّي وتَطَيبّي وتَجمَّلي له.. وإن كنتِ كذلك فأكثري.
أَشغلي وقته بالنافع الطيِّب ولكن دون استخدام عبارات فوقية ملزِمة.. بل بالإشارة والترغيب والتلميح..حتى لا تُحرجيه!
اطبعي مقالات أو اشتري كتاباً يتحدث عن خطورة ذلك وقدِّميه هدية إليه..
اجتهدي في أن تؤدي معه طاعة مشتركة؛ مثل صلاة الفجر أو العشاء في المسجد.. أو ركعتَي تهجُّد معاً..
احذري أن تجرحي مشاعره بأيِّ كلمة مهما كانت..
اعلمي أن زوجك في لحظات ضَعفه، فعامليه بكلِّ رقة وحُب.. يحفظ لك كل ذلك..
لا تنسَيْ حسناته بمجرد أنه اقترف هذا الذنب.
حاولي ألاّ تتركيه يجلس أمام الإنترنت منفرداً؛ بل تنقلي معه بين الصفحات المفيدة المنضبطة شرعاً.
أسأل الله جل وعَلا لك التوفيق والسداد.. وأن يُصلح لك زوجك.. ويغفر ذنبه.. ويردّه إليك سالماً غانما
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن