في صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثت أم عمار نفسها: أين عمار؟ قبل ساعة قال إنه جائع واختفى! أين ذهب؟
أخذت تبحث عنه في البيت حجرةً حجرةً، حتى وجدته جالسًا بجوار المكتبة وحده
سألتْه: ماذا تفعل يا عمار؟
قال: أجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أمي
الأم: مع الرسول؟ ماذا تقول!
عمار: نعم! قرأتُ في هذا الكتاب عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وبعدها تخيلت أني أجلس معه وأشكو له وأقول ما أريد، فيسمعني باهتمام وحب، ويشاركني فرحي وحزني.. إنه الرسول يا أمي! ليت جارنا يتعلم منه!
الأم: جارنا؟ ماذا فعل
عمار: سخر مني ومن أصدقائي، وقال لنا: ومنذ متى كان للصغار رأي؟ اذهبوا والعبوا بعيدًا. وضحك وانصرف قبل أن أكمل جملتي
قرّر عمار أنّ الموضوع لا يجب أن ينتهي عند هذا الحدّ، وقرّر أنه يجب أن يكون إيجابيًّا فاعلاً كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكتب على ورقة جميلة:
"أُهديَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا لبنًا وهو في مجلسه مع أصحابه، فشرب بعضًا منه، وأراد أن يسقي أصحابه معه، فإذا عن يمينه عبد الله بن عباس وكان غلامًا صغيرًا - وعن يسار الرسول - صلى الله عليه وسلم وأمامه كبار الصحابة وشيوخهم.. وحسب أدب الإسلام فإنه ينبغي أن يبدأ بالشرب الجالسون إلى اليمين، لكن ابن عباس كان صغير السن! فهل يبدأ به ويؤخر الصحابة الكبار؟ هل قال الرسول صلى الله عليه وسلم -: هذا ولد صغير لا يفهم شيئًا ولن أهتم له؟
لا، لم يفعل، بل استأذن من ابن عباس وأخذ رأيه في أن يبدأ بالكبار قبله.
والعجيب هو ما حدث! حيث لم يوافق ابن عباس، وقال للرسول - صلى الله عليه وسلم -: والله لا أسمح لأحد أن يشرب بعدك مباشرة غيري، أنا الأسبق إلى هذا الفضل. احترم الرسول - صلى الله عليه وسلم رأيه وأعطاه ليشرب
ما أعظمك يا رسول الله
صوّر عمار نسخًا مما كتب، ووضع نسخة على الجدار إلى جوار كل باب من أبواب الجيران.
في اليوم التالي، سَلّم الجار على عمار وقال له: عرفت أنك من كتب. بارك الله لك في عقلك وعمرك يا بُني.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن