هل الحجاب عائق أمام الزواج؟
يطوف في بال بعض الفتيات أن الحجاب ستر يخفي وراءه مفاتنها، ويحجب عن الخطاب محاسنها فيكون عائقاً بينها وبين الزواج مما يجعلها تؤجله، أو تهمل فيه فتترك شعرها منسدلاً من الخلف وغرتها ظاهرة من الأمام وعباءتها مفتوحة وثوبها قصيراً… طامعة في ملاحظة الرجال لأناقتها، وثنائهم على مظهرها، فيتقدمون لخطبتها.
وهذا الاعتقاد غير صحيح، وكثيرات جربن الخروج بلا حجاب إلى الشارع والسوق والجامعة، وتزينن وتأنقن، فماذا فعل الرجال أمام إغراء هؤلاء الفتيات:
1- أما الفئة المقصود (وهم الشباب الذين يرغبون حقاً بالزواج وعمرهم مناسب وثقافتهم جيدة ومن عائلات محترمة) فهؤلاء يتعفف الشاب فيهم عن الوقوع في الحرام فلا ينظر لأولئك الفتيات ويصر على غض بصره خوفاً من الله وقربة إليه، وكلما لمح واحدة أسرع الخطا مبتعداً دون أن يرى شيئاً من المفاتن المعروضة أمامه، فخلقه يمنعه من النظر إلى الفتيات نظرة شهوة قد لا تليق بكرامتهن، والفتاة عنده لا تقاس بجمالها وحده وإنما بتهذيبها وأدبها وطباعها.
وهذا الشاب وأمثاله لا يرتضون الخطبة من الشوارع، ولا تروقهم الفتاة التي تتقصد إبراز جمالها، وجرت العادة بأن تقوم أمهاتهم بمهمة البحث عن الزوجة المناسبة لهم.
فهذا لن يخطب الفتاة التي تظهر مفاتنها.
2- وأما “العامة” (كالباعة وأصحاب الحرف والعمال، الذين لم يشتهروا بعلم ولا مال ولا جاه) فهؤلاء أكثر من يجوب الطرقات، والشاب من أولئك إما أن يكون مغموماً (لظروفه السيئة) فلا يكترث بما يراه، أو يجد في الفتيات المتزينات عرضاً جميلاً ممتعاً دون مقابل، فينظر ويتأمل، ويصوب النظر ويصعده ليقضي وقته ريثما يصل إلى المكان الذي يقصده (إن كان يسير في الشارع)، أو ريثما تنتهي ساعات دوامه (إن كان بائعاً أو موظفاً)، وقد يتفوه بكلمات المدح بلا تفكير ليشجع ويتسلى. وينتهي الموضوع وينسى.
وهذا الصنف لا يصلح لأولئك الفتيات وسيقابل بالرفض (إن لم يكن من البنت فمن أهلها)، والسبب فارق السن واختلاف البيئة وعدم التوافق الاجتماعي وضيق ذات اليد.
3- وصنف قد يبدو للفتيات مغرياً؛ وهم فئة الشباب الذين يتبعون الموضة ويحسنون الكلام الجميل والغزل الصريح، ويظهرون بشكل مثير وأنيق وجذاب. ولكن الشاب منهم لا ينوي الزواج لأنه استبدل الدنيا بالآخرة وغلب عليه الفسق والفجور، واستحوذ عليه الشيطان، فهذا يريد التسلية وربما ينوي الإساءة والأذية؛ فيتصيد أولئك الفتيات ويلعب بعواطفهن، ومن كلمة وقحة إلى نظرة جريئة إلى لمسة آثمة، إلى لقاءات متعددة. وحين يكتفي يهجر فجأة وبلا مقدمات.
والنتيجة أن البنت إذا تزينت وخرجت إلى الطريق لا يطريها الشاب الطيب الصادق، ولا يخطبها الرجل الأمين الخلوق، بل يتحرش بها الشاب السيء وقد يؤذيها، والحجاب يحمي الفتاة من أمثال هؤلاء فلا يصلون إليها بسوء، ومن كان غرضه الزواج يصل للفتاة عن طريق الثناء الطيب الذي يسمعه عنها من الناس.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن