أعمال النساء
ذهب عمار ليفتح الباب للطارق، فإذا به صديقه وجارهم ياسر.
• ياسر: تعال العب معي يا عمار، اشتريتُ اليوم شريط ألعاب جميل وجديد.
•• عمار: سأساعد أمي أولاً في توضيب البيت، ثم آتي
♦ أجابه ياسر مندهشاً: توضيب البيت؟ هذا عمل النساء يا عمار، ما شأنك أنت بالتوضيب والتنظيف؟ أنت مضحك يا عمار! على كل حال أنا أنتظرك بعد أن - هههههه - بعد أن تنظف البيت... ههههههه.
انزعج عمار جداً من حديث صديقه ومن سخريته، ولاحظت والدته ذلك، فسألته: مَن بالباب يا عمار؟
• إنه صديقي ياسر، وقد سخر مني عندما قلت له إنّ عليّ مساعدتك في توضيب البيت! وقال إنّ هذا عمل النساء فقط!
لم تجبْه والدته، بل ذهبتْ وأحضرت صديق عمار: كتابه «في صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -»، وطلبت من عمار أن يقرأ بصوت مرتفع:
سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته، قالت: كان يكون في مهنة أهله - تعني في خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
• سأل عمار: هل يشتغل في البيت؟
•• قالت أمه: طبعاً.
وتابع عمار القراءة:
وقالت عائشة عنه أيضاً: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَخيط ثوبه ويَخْصِفُ نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم.
• سألت أم عمار: أرأيت؟ كان يَخيط ثوبه ويُصلح حذاءه! وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه الكثير الكثير من المسؤوليات! ولم يقل إن أعمال المنزل من اختصاص النساء فقط، بل كان يساعد أهله رحمة ورأفة وحناناً بهم.
قام عمار إلى خزانته، وأخرج حذاءه المقطوع وسرواله الممزق وقميصه الذي فَقد زرّاً وجَوْربه المثقوب وطلب من والدته عدة الخياطة.
• تعجّبت والدته: وماذا تريد بها؟
•• أريد أن أُصلح ملابسي.
• ضحكت أمه: قد تؤذي نفسك بالإبرة يا عمار، اذهب أنت واجمع كتبك والأشياء المبعثرة في غرفتك، وكفى.
عاد الباب يطرق، فإذا به ياسر مرة أخرى.
•• عمار: إنْ لم تساعدني في توضيب غرفتي فلن ألعب معك...
•• لا تنظر إليّ مندهشاً، فقد تأكدتُ من أنّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يساعد أهل بيته، أليس هو قدوتنا؟
• ياسر: بلى هو كذلك، ولذلك سأذهب إلى بيتنا وأساعد أمي أيها الذكيّ.. أََنْه عملك وحدك وأنا في بيتنا أنتظرك إن أردتَ مشاركتي اللعب.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن