التأثيرات الصحية لمشروبات الطاقة.
منذ أن نشأت فكرة مشروب الطاقة ريد بول في أستراليا عام 1987 م، ومن ثم انتقلت إلى أمريكا عام 1997م، وقد قلدتها عشرات الشركات الأخرى سواء المحلية أو العالمية، والتي لا يلتزم الكثير منها بقواعد ومبادئ الصحة خصوصا للمستهلكين الصغار من الأطفال والمراهقين الذين لا يفترض بهم أن يكونوا مدمنين على الكافيين. إن معدل تركيز الكافيين في هذه المشروبات يتراوح ما بين 50 ملغم إلى 505 ملغم بالعلبة الواحدة، وذلك لاختلاف التشريع...ات الموجودة في كل دولة وما تفرضها على صانعي هذه المشروبات من قيود.
بينما يعمد العديد من الطلاب في مراحل الامتحانات النهائية إلى استهلاك مشروبات الطاقة للبقاء متيقظين وعلى قدر من التركيز، أو الرياضيين لزيادة منسوب الطاقة لديهم قبل بدء المباراة، فإنهم لا يدركون الأبعاد الحقيقية لاستهلاك هذه المشروبات على المدى الطويل. المكونات الموجودة في المشروبات غير مدروسة حتى ولو كانت بكميات بسيطة، وقد أظهرت دراسة نشرت عام 2011م في مجلة American Academy of Pediatrics أن 30 إلى 50% من المراهقين واوائل الشباب قد استهلكوا مشروبات مماثلة، بينما ارتبطت بتطور عوارض صحية خطرة مثل: الأزمة التنفسية، السكري، عدم انتظام ضربات القلب، الأرق وما يتبعه من إجهاد نفسي، خلل في التصرفات والسلوك.
وفي نفس الوقت، وإجابة على بعض الأسئلة التي تدور في هذا الشأن حول ما إذا كانت هذه المشروبات تحتوي على نسبة من الكحول مؤدية للإدمان، فإن عدة دراسات نشرت، إحداها دراسة نشرت في مجلة (إدمان الكحول: دراسات سريرية) Alcoholism: Clinical and Experimental Research
Volume 30, Issue 4, pages 598–605, April 2006
استخدمت من خلالها مجموعتين للدراسة واحدة تلقت مشروب الطاقة فقط والأخرى تلقت كحول الفودكا، ثم قيست نسبة سمية الكحول في الدم والتنفس فإنه لم يظهر أي تأثر بالكحول للمجموعة التي كانت ملتزمة بمشروب الطاقة، بالرغم من أن تركيز الكحول فيه يساوي 3.57مل/كغ. إلا أن هذه الدراسة لا تنفي في نفس الوقت مقدار التأثير الضار للكافيين والذي تم ذكره سابقا، مشيرة إلى أن وصول معدل الكافيين في الدم ما بين 3 – 10 غرامات يكون قاتلا!!.. وهذا يفسر الحالات التي يسمع عنها بين الحين والآخر، خصوصا بين الطلبة المتفوقين، الذين قضوا نحبهم نتيجة تناولهم عدة علب من مشروب الطاقة في نفس اليوم، عافانا الله وإياكم.
إن تحسين مستوى التركيز وزيادة الطاقة الذهنية للجسم يمكن الوصول إليه بعدة طرق آمنة، لا تحتوي مخاطر على المدى القصير أو الطويل، منها ما أشرنا إليه في مقالات سابقة من أخذ جرعات من زيت كبد الحوت الغني بدهون أوميغا 3 وما لها من أثر طيب في هذا الصدد، وأقراص فيتامين ج و هـ أو عشبة الجنسنغ والمورينغا وغذاء الملكات، ومنها الحرص على الحصول على وقت كاف للنوم والاسترخاء، وممارسة الرياضة، والالتزام بغذاء غني بالألياف يفرز السكر في الدم ببطء ليحافظ على مستوى طيب من النشاط وتغذية العقل.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة