الحل عند سيرياتي
في ظل الفوضى التي نحيا بها، والضغوط التي تحاصرنا من كل جانب، لا يكاد بيت يخلو من ثلاثة أشياء: التلفاز، والإنترنت، والخادمة الأجنبية.
فالخادمة الفليبينية أو السيرلانكية وغيرهما بالنسبة للبعض هي عماد المنزل؛ فلا مجال للاستغناء عنها بأي شكل من الأشكال.
فلقد أصبحت المربية والمدبِّرة والمنسّقة لشؤون المنزل كافة، فصاحبة المنزل تعتمد عليها في البيع والشراء، التدبير والتربية والتنسيق، والزوج في ترتيب حاجياته، وكيّ قمصانه وتأمين طعامه؛ أما الأولاد فيلجأون إليها لتأمين مستلزماتهم صغيرةً كانت أم كبيرة.
لقد احتلّت الخادمة دوراً كبيراً في حياتنا، وكاد دورها يطغى على دور ربّة المنزل الأصلية..
وكيف لا؟ والأولاد لا يرون سواها، والأم لا تعتمد على غيرها، وربّ المنزل لا يطلب من أحد سواها.
لنعترف لقد باتت جزءً لا يتجزأ من حياة البعض، جزء لا يمكننا الاستغناء عنه .
لن أستطيع نسيان صورة سمير ابن إحدى صديقاتي، وهو يودع "سيرياتي" الخادمة الفلبينية في المطار والدموع تنهمر من عينيه..
يحضنها راجياً إياها ومتوسلاً إليها البقاء وعدم المغادرة وتركه وحيداً، نعم وحيد رغم وجود عائلته.
السؤال الذي يطرح؛ لماذا ترك البعض كل هذه المساحة في حياتهم للخادمة؟
لست ضد الخادمات أو عملهن؛ فلكل منا ظروفه واحتياجاته، ولكنني ضد تراجع الأدوار في الحياة؛ فعندما يصبح دور الخادمة هو الدور الرئيس في البيت.. فيطغى على دور الأم والحاضنة والمربية، عندها يجب أن نعلم إلى أين وصلنا؟
أختي، الخادمة حلّ لمشكلة، ولكنها قد تصبح مشكلة لا حل لها.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن