التخاذل والسَّلبيَّة
بقلم: د. ابتهال القسّام*
لبنان
... كم هي صعبة ومريرة تلك الساعات والدقائق التي تقضيها بانتظار أمر مهمّ.. أو قرار مصيري... وخاصة عندما يتعلق بفلذة كبدك.. ابنك.. نعم.. ذكريات تعصف بمخيلتي وأحداث كالحلم... بل كالكابوس.. تأخذني بعيداً تذكّرني بأسباب واقع نحاول أن نتأقلم معه لكي نستمر... إنها مرحلة مررنا بها وكم أتمنى أن لا تعود أبداً.. إنها مرحلة التخاذل واللامبالاة.. وانتظار أن نرى أحلامنا وملامح مستقبل مَن نحب.. تُرسم بأيدٍ عابثة رخيصة...
لتستيقظ من إغماءة اليأس الممزوج بالضعف والهوان.. بقرار ساخر يلخص همجية ديمقراطية جوفاء ترى بعين واحدة.. بل وتسمع بأذن واحدة.. وتنطق بلسانين من الجهل والذل! بقرار يحكم على سنين قضاها أبناؤنا ينهلون من العلم والمعرفة في بلد العلم والعلماء.. أنهم والجاهلين في بوتقة واحدة ومستقبل واحد!! أي ظلم هذا؟!
أي سخرية هذه عندما يحتفل الجاهلون بنجاحهم المصطنع.. وعندما تبكي قلوب المتفوقين قبل عيونهم.. حرقة وألماً ويأساً.. من بلدٍ يرفع شعارات الكرامة والحرية والعلم والعلماء و... و...
لكن.. نحن من شارك بجريمة اتخاذ قرار إعطاء الإفادات لطلاب الشهادات عندما سمحنا بتنفيذ هذه المسرحية الهزلية، وعندما بقينا في منازلنا وأماكن عملنا ننتظر من يعبث بنا أن يرسم بريشة الأنانية والسيطرة والغرور... حدود حاضرنا ومستقبلنا.. كيف صَمَتنا؟ ولِمَ؟
لا أدري... وما أبشع تلك اللوحة التي تلخص واقعك الذي لم تختره ولم تحبه، وكم هي قاسية تلك اللحظات التي مرّت بسلبية غير مبررة وتقاعس قاتل.. قتل فينا الفرح والأمل..
لكنها دعوة إلى الثورة.. ثورة على الظلم واليأس والتخاذل والاستكانة.. ثورة على أيّة يد عابثة بمصير أبنائنا ومصير أوطاننا.. ولن نسمح بعد الآن لكائنٍ من كان أن يتخذ قراراً يُسيء لأكبادنا التي تمشي على الأرض..
ولن نسمح لدموع الخذلان أن تخط طريقها على وجوه الناصحين.. ولن نسمح بعد الآن في بلد الحريات والعلماء أن تقوم الأفراح في منازل الفاشلين... ولن نَسمح لأصحاب القرار أن يشوهوا مستقبل المبدعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* حفيدة العالِـم المجاهد الشيخ عزّ الدين القسّام رحمه الله، طبيبة مِخْبرية.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة