طلاق المرأة تحطم أم بناء؟!
في خِضَمّ الأعمال اليومية والأشغال التي تستأثر بالوقت كله لا ينسى أحد ميله الفطري للجنس الآخر، فيرسم صورة مثالية عن حياة دافئة يعيشها مع الشريك، طامعاً بسعادة زوجية في الدنيا والآخرة.
ولكن تهتز تلك الأحلام والأمنيّات حين تبدأ الخلافات الزوجية، لتصل مع الوقت إلى خلافات من العيار الثقيل، وما تلبث أن تحوّل حياة الرغد المنشود إلى غمّ وألم وعذاب متكرّر، فتنهار كل تلك التخيّلات بطلاق يفصل بين من كانا حبيبين فحوّلتهم الظروف والمشاحنات إلى عدوين!
فعادةً يُعتبر الرجل ببساطة بعد انفصاله باحثاً عن عروس، بينما تبدأ المرأة مأساة حقيقية بسبب الضغط الاجتماعي الذي تتعرض له. فتختلف النظرة نحوها وتتبدل وفقاً للأشخاص المحيطين بها أوالذين تقابلهم في المواقف اليومية.
بينما تتزايد مخاوف عائلتها وخاصة الذكور منهم، فيضعون في حساباتهم القيل والقال ويفرضون قيوداً من العيار الثقيل على ما يُعتبر عرفاً (فريسة جنسية)!! لتعيش المطلّقة حياة السجون المقيتة مكبّلة بالإهانات المتكرّرة والتشكيك بكلّ نظرة أو كلمة أو تصرّف!
فمن المتداول في مجتمعنا أن المرأة المطلقة مستهدَفة من كل رجل ينقصه الشرف يرغب بقضاء وقت غريزي دون محاسبة ولا مساءلة. أو تغار منها النساء المتزوجات خوفاً على أزواجهن، وتتشكّك بعضهن من كلّ ذهاب وإياب لها لينسجن قصصاً عنها ظلماً وعدواناً!
أعزائي القراء، امرأة مطلقة أتابع حالتها. قالت:
«لم أعد أحتمل الحياة التي أعيشها. لم يكن قراري صائباً حين تزوجت، ولم يكن أمامي خيار سوى الانفصال عن شريك حياتي. ولكن منذ تلك البرهة حوّل المجتمع حياتي إلى جحيم حقيقــي. لا أخ يثــق بــي وأُمّي تتفـــادى التحدث عن الموضوع ولا أنثى تكفّ أذى لسانهـــا عني. ورجــال بالجُملـــة وليس بالمفـــرَّق يسعــــون بكــل الطرق لإغوائي. لم يعد يرحمني أحد. صرت ملاذاً لكل سوء خلق»!!.
لذلك على كلّ منا أن يراعي مشاعر الآخرين، فيكفي المطلقة حزنها على سوء اختيارها والصراع الذي تعيشه بين قيمها، مبادئها، رغباتها، والضغوط الاجتماعية التي تتعرض لها.
ولكن برغم كل ذلك أدعوكِ عزيزتي المطلّقة إلى الصبر واحتساب أجر البلاء الله، ولتتذكّري دائماً أنّ كلاً منا معرّض لكبوات في حياته. والمهم أن تنهضي من جديد متحصّنة بثقة لا محدودة بالله عزّ وجل وبكرمه.
خططي.. تفاءلي.. وانطلقي...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة