أفيقوا يا قوم..هل هو حق؟أم تنازل عن الحق؟
بقلم: د. كاميليا حلمي
مصر
يثور الجدل كثيراً حول خروج المرأة للعمل.. وأرى أن القضية تتمحور حول اللعب بالكلمات والالتفاف حول المعاني.. فقد تم العبث بتعريف مفهوم «الحق».. فلنبحث عن الحق ونُجْلي عنه اللَّبس.. ثم نقرر في النهاية أيّه حق.. وأيه تنازل عن الحق!
إذا استثنينا الأعمال التي يحتاج إليها المجتمع بشكل مُلحّ، وتحتاج إليها الفتيات والنساء أنفسهن، مثل مهنة التعليم والطب والأعمال الاجتماعية وغيرها، وتناولنا في حديثنا الأعمال التي تناسب الرجال بشكل أكبر.. وحلّلنا الأمور بشكل متجرد..
السؤال: هل نزول المرأة إلى الشارع في الصباح الباكر وعودتها آخر النهار وقد أُنهكت واستنفدت قُواها.. لتجد أعباءً لا حصر لها في انتظارها في البيت.. فإذا أوت إلى فراشها كانت فاقدة للوعي تماماً من شدة التعب.. هل هذا حق؟
أم أنه تنازل منها عن حقها في الدعة والراحة والقرار في بيت دافئ مليء بالأمان والاستقرار.. حقها في أن يُنفَق عليها من أب أو زوج أو أخ أو ابن.. أو بيت مال المسلمين؟ ومن ثم.. فهو وضع طارئ واستثنائي.. ولا ينبغي مطلقاً أن يتحول إلى وضع دائم وواقع يفرض نفسه على المرأة فلا تستطيع منه فكاكاً!
ولكن للأسف.. تحول هذا الوضع بالفعل إلى واقع.. والنتيجة: تراجع الشباب عن الزواج، مع الارتفاع المخيف في معدلات التفكك الأسري..
فالشاب يتراجع عن الزواج هرباً من المسؤوليات والالتزامات الثقيلة.. ولسهولة الوصول للحرام، مع ضعف الوازع الديني.
والفتاة تتراجع عن الزواج لما تراه من أنصاف الرجال.. الذين يبحثون عن الموظفة ليتزوجوها، فتكفيهم مؤونتها وربما مؤونة عيالها أيضاً!
ناهيك عما تُدفع إليه المرأة دفعاً من التخلي عن مؤسسة الأسرة والزواج.. والتنازل عن كل الحقوق المكفولة لها داخل تلك المؤسسة.. فتبذل نفسها رخيصة لمن يدعوها إلى وجبة عشاء.. أو يلقي إليها ببعض الدولارات تسدّ بها رمقها.. بدعوى «حق المرأة في التمتع بحياة جنسية مُرْضية ومأمونة» (وفقاً للمواثيق الدولية مثل وثيقة بكين، ووثيقة القاهرة للسكان وغيرها).. فأهم شيء هو المتعة!! والأمان!! و«أمانهم» ينحصر فقط في أن يستخدم الزانيان وسائل تمنع الحمل، وتمنع انتقال الأمراض بينهما!!
إنهم لا يريدون حرية المرأة.. بل يريدون حرية الوصول إلى المرأة.. وهي بغبائها ابتلعت الطعم، بعد أن فقدت الاعتزاز بالهوية، وصار كل ما يأتي من الغرب مقدساً ورائعاً وناجحاً.. وتخلت طواعية عن مكانتها الرائعة التي اختصها بها المولى عز وجل.. سواء كانت ابنة تُدخِل أباها الجنة اذا أحسن تربيتها.. أو زوجة أوصى بها الحبيب (ص) بقوله: «رفقاً بالقوارير» رواه البخاري، و«استوصوا بالنساء خيراً» رواه مسلم.. أو أمّاً «أمُّك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك» رواه البخاري..
نداء للرجل والمرأة على سواء... أفيقوا يرحمكم الله!
أيتها المرأة.. تمسكي بقوامة الرجل.. ارفعي معي هذا الشعار: قوامة الرجل حق للمرأة..
أيها الرجل.. القوامة مسؤولية ستُسأل عنها يوم القيامة.. تفرض عليك واجبات وأعباء ومسؤوليات.. كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..
تمسكوا بدينكم.. عضُّوا عليه بالنواجذ.. فهو العاصم لكم بعد الله عز وجل من طُوفان (العولمة) الذي يجتاح العالم ويأكل أخضره ويابسه.. (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف: 21).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أمين عام الرابطة العالمية للمنظمات النسائية الإسلامية.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة