حجاب يويو
لاحظت أن بعض الأخوات المسلمات لا يفهمن معنى الحجاب.
الحجاب بالعربية: يعني الحماية والسِتر. بعض الأخوات يبذلن جهداً كبيراً في حجابهنّ، إلاّ أنه لا يخدم الغاية التي وضع لها، وأنا أعني الحجاب العقيم الذي يرتديه البعض.
- الحجاب العقيم الأول هو عصابة الرأس: عرضه أربعة إنشات تقريباً (عشرة سنتمترات)، يغطي الرأس من الخلف، ويسمح للشعر بالظهور، لا يؤدي غرض الاحتشام، إلاّ أنه يخدم في حال شوط "تنس" غير متوقع.
- الحجاب العقيم الثاني هو الدوبتا (dupetta) أو حجاب الساران: يغطي الشعر كلّه ولكنه شفّاف تماماً، ومرة أخرى لا يؤدي الاحتشام إلاّ أنه يبقي الشعر منتعشاً وجميلاً.
والآن سننتقل إلى أنواعٍ أخرى:
- حجاب اليويو الأول: ويعرف أيضاً بحجاب (بنازير بوتو): هذا الذي يسقط دائماً على الأكتاف وبحاجة دائمة إلى رفعه أعلى... أسفل، أعلى، أسفل تماماً مثل اليويو.
- حجاب اليويو الثاني: ويعرف بالحجاب المتحوّل: هذا النوع ينتشر غالباً في المناسبات الاجتماعية مثل العقيقة والأعراس...، ويظهر عندما يأتي الإمام أو القارئ ويبدأ بتلاوة القرآن، في هذه اللحظة كل الحجابات المتحوّلة ترتفع أعلى، حتى يقول "صدق الله العظيم"، أنا لست متأكدة، ولكن يبدوأن "صدق الله العظيم" تترجم عند البعض بـ "أوكي: OK" أخواتي، باستطاعتكن نزع الحجاب!!.
أنا متأكدة أنه قد يبدو ما أقوله غريباً ولكن المضحك أكثر هو أنه عندما تكون تلاوة القرآن غير متوقّعة خلال مناسبةٍ اجتماعيةٍ ما، تجبر الأخوات على إظهار قدراتهنّ الاختراعية وذلك باستعمال كماليات زينتهن- مثل حقيبة اليد- لتغطية الشعر. فوجئت فعلاً بامرأة تضع حقيبة يدها على رأسها بدلاً من الحجاب... كأن حشود الرجال حواليها ليست سبباً كافياً لارتداء الحجاب!!
صديقاتها أظهرن قدرة اختراعية أكبر:
- أحداهنّ استعملت النابكن NAPKIN (قماشة مربعة توضع على الفخذين عند الطعام) كحجاب.
- وضحكت أيضاً عندما رأيت "الحجاب المشترك": أختان أو أكثر يغطّين رؤوسهن بـ "نابكن" واحدة خلال تلاوة القرآن!
- صديقة أخرى أظهرت قدرة أكبر، فقد وضعت صحن القهوة على رأسها من الخلف. لم أكن متأكدة إذا كان ذلك حجاباً أو طاقية اليهود، فهممت أن أقول لها "شالوم عليكم، أختي".
على الأخوات أن يذكرن أن الحجاب ليس فقط حماية من الشباب وإنما هو أيضاً حماية من أنانية الأخت نفسها، فهو يمنعها من تمضية الساعات أمام المرآة للاعتناء بشعرها. ولكن لسوء الحظ نجد أخوات يمضين الساعات الطوال أمام المرآة لتجميل حجابهن- كما يفعلن بشعرهن تماماً- بكافة أنواع الزركشات وما شابه.
أردت أن أذهب إلى إحدى الأخوات وأقول لها: هل حجابك أجعد- مموّج- بطبيعته؟؟ (كما أنها تسأل: هل شعرك الطبيعي أجعد بالتفافات جميلة هكذا؟؟). ووجدتني أيضاً أريد الذهاب إلى أخت أخرى لأقول: اعذريني، هل هذا لون حجابك الطبيعي أم أنك صبغته؟؟
النقطة التي يجب أن نتذكرها هي: أن بعض الأخوات يبذلن الجهد لارتداء الحجاب، ولكنه عقيم لأنه لا يؤدي الغاية، فهو كاستعمال مظلة مثقوبة تحت المطر. الحجاب هو حماية من الرجال ومن النفس، ولا ينبغي استعماله كإحدى الكماليات أو للتجمل والزينة.
على كل حال، هذا كل شيء، وإن خالفني أي شخص الرأي أو شعر بالإهانة مما سبق، فإنه يخالف تعاليم الله سبحانه وتعالى.
(ملاحظة: هذه الأنواع من الحجاب موجودة فعلاً في أميركا بكثرة).
الترجمة بقلم: ناهد ونوس
العدد 13 – محرّم 1417 / أيار وحزيران 1996
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن