لأننا لا نفكر
عذراً...
نرى الناس في الأسواق يشترون دون حساب، بل وما لا يلزمهم أكثر مما يلزم؟
• لماذا يقول بعضنا ويقول دون حدود ولا ضوابط، فيثرثرون ويجادلون ويُفتون بغير علم ويعترضون على الحق وأهله ويؤيدون الضلال؟
• لماذا يكتب الكتاب دون رقيب أو حسيب؟
• لماذا يُكافأ غير المستحق، ويُهمش أو يعاقب المستحق؟
• لماذا تُصدق الأخبار الكاذبة والشائعات، ويُصفق للكذابين والمنافقين؟
• لماذا يَدرس الطلبة تخصصات يكتشفون بعد فوات الأوان أنها لم تكن رغبتهم؟
• لماذا العُقد وإحساس النقص والكسل والاتكال والجهل؟
• لماذا الخلاف والانقسام سنوات؟
• لماذا الظلم والقتل والتشريد والتجويع؟
• لماذا الاختيارات الخاطئة حتى في الأمور المهمة المصيرية؟
• لماذا نستقبل الأفكار السلبية ونمتصها حتى تصبح جزءاً من شخصياتنا؟
• لماذا يُحاصر المسلمون لمصلحة العدو غير المسلم؟
• أسئلة كثيرة طرحتها فوجدت أن إجابتها واحدة: لأننا لا نفكر!
يقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا.....) (الحجرات: 6)، أليس هذا أمراً بالتفكير؟
قد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم التخطيط في كل مراحل حياته؛ في الدعوة السرية والعلنية، في الهجرة وإقامة الدولة الناجحة في المدينة، في الغزوات والمعارك، في نشر الإسلام... فالتخطيط هو أرقى أنواع التفكير وأعلاه مهارة وذكاء.
عندما قال سيدنا عمر – رضي الله عنه، في: «أوَكلما اشتهيتم اشتريتم»؟! أليست هذه دعوة للتفكير؟
عندما خاض خالد بن الوليد رضي الله عنه أكثر من ثمانين معركة ولم يُهزم في أي منها، ألم يكن يضع الخطط الحربية بعد تحليل وتقييم ودراسة؟
إن التفكير الصحيح يختصر الكثير من المشاكل والمصائب... التفكير الذي من معانيه التأمل والتدبر قبل إيجاد الحلول، وقبل اتخاذ القرارات وإصدار الأحكام على الناس، وقبل الكلام...
التفكير يعيننا على حياة مليئة بالإنجازات المهمة والحلول المبتكرة، فنسعد بإمكاناتنا وطاقاتنا ونرضى عن أنفسنا وعن ربنا، فنعود كل مرة إليه سبحانه حامدين هباته.
التفكير يعيننا على تربية أبنائنا بشكل صحيح، ويكسبهم هم هذه المهارة، فيثقون بأنفسهم وتكون لهم كلمتهم ورأيهم ووزنهم في المجتمع.
التفكير يوفر لنا قدراً كبيراً ومهمّاً من الخبرات التي تدعم شخصياتنا وتنشط عقولنا؛ فنزيد من زمن صلاحيتها فلا تهرم باكراً.
وبالتفكير تستمر الأسر وتدوم ويقل الطلاق وهدم البيوت.
بالتفكير يمكننا أن نبدع ونأتي بالجديد والأصيل، فنتفوق ونسد حاجاتنا ونتحول إلى منتجين مكتفين، لا يذلنا أحد ولا يتحكم في مصائرنا أحد ولا نتسول من أحد، ولا نُظلم ولا نُحتل أو نُحارَب.
إن التفكير يزيد الإيمان بالله: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:191)، نتفكر فنزداد يقيناً وتعظيماً لله وتسبيحاً، فنتوجه إليه منكسرين ذليلين طالبين العفو والجنة، وإن زاد إيماننا بالله تواضعنا، وإن تواضعنا لانت قلوبنا فوضعنا العقل مع القلب وأخرجنا كل شيء مدروساً عادلاً وسطاً يتمتع ببريق التميز كما هو إسلامنا.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن