إني نذرت لك...
خبر شهدت له الأبحاث العلمية في الغرب، فهو حقيقة مثبَّتة، ولكن ليست متداولة في أوساطنا لأسباب، منها: أننا لا نقرأ، ومنها أنها غُيبت بقصد ولا يراد لها الظهور... هل تعلمون أن 80% من ذكاء الطفل يأخذه مباشرة من أُمّه؟! نعم، هذا ما توصل إليه الغرب بأبحاثه وتجاربه، وتيقن من أهمية الأم، وتابعها وأجاد قولبتها بأنظمة ودورات، وحضور مؤتمرات، وتطوير مهارات، وغيره الكثير...
... كلمات سطرها القرآن في سورة آل عمران (إذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(35) امرأة عمران تلك الزوجة الذكية النبيهة، عرفت مقدار الأم ومقدار الأمانة التي تخرج من أحشائها قبل أن تضعها، فنذرت أن تجعل وليدها خادماً لبيت المقدس، همه خدمة الدين وطاعة الله، عرفت أنها أفضل وظيفة للعبد فأحبتها لابنها... قليلٌ من أمهات عصرنا يفكِّرن بهذا الأمر، والباقيات الكثيرات يفكرن كيف سيحمل اسم والده؟ وكيف سيرث الأموال؟ السؤال: من سيحمل همَّ الدين؟ وهل ستنبت البذرة من دون سقاية ورعاية، وتهيئة أسباب وأجواء ملائمة؟!
أيتها الأم، إنك ستُسأَلين عن الأمانة في أحشائك، فحافظي عليها قبل أن تكون وبعد أن تكون، بتنمية ذكائك وحسن تدبيرك وأخلاقك الإسلامية المميّزة ومهاراتك، وتنويع اختصاصاتك، وإظهار بطولاتك في ساحة التربية، فهذا هو ميدان معركتك! بالله عليكِ قولي لي: كيف كانت تربية السلطان محمد الفاتح؟ والداعية الموهوب حسن البنا؟ كيف خرج جيل صلاح الدين؟ وغيرهم من عظماء الإسلام؟! لا نحلمْ بمجدِّدٍ للدين في عصرنا إن لم نُحسن صناعته قبل ولادته!. وعندها ستحدث نقلة نوعية في الجيل القادم حتماً، وسيخرج جيل ربما يقترب كثيراً من الجيل الفريد، لأن الفرق الوحيد بين أمهات الغرب وأمهاتنا نحن هو شجرة الشريعة التي يغرِّد عليها أولادنا، فلن يقوى علينا أحد بفضل الله ما دمنا تحت ظلّها. أيها الشباب المقبل على الزواج، أحسن اختيار أم أولادك، لا تنظر للجمال والثقافة والشهادات المعلقة فقط، ولكن ابحث عمن هي أهلٌ لتربية مجدد الدين ومطبق الشريعة!
أيتها الأم، إن فاتتك البركة الأولى، وهي أن تعقدي النية على أن يكون ما في أحشائك محرراً لله تعالى، فلا تقصِّري بالبركة الثانية وهي التربية، فأحسني فيها قدر الاستطاعة، فما خاب من قال: إنك مصنع الرجال، وإن وراء الرجل العظيم أمّاً!
فمن ستقول: أنا نذرت ما في بطني محرَّراً؟
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة