أزمة ملتزم في رمضان!!!
هي أزمة بكل المقاييس...
أزمة خفيّة تبدأ بالفرد ثم الأسرة وتستقر في المجتمعات والأوطان وتنتقل من جيل إلى جيل...
ما هي الأزمة الخفية؟ ولماذا في رمضان؟ لننطلق سوياً...
ارجع في الذاكرة لأيام الالتزام الأولى واسأل نفسك: هل كان استقبالي لموسم الطاعات والفرح به مثل استقبالي له الآن بعد10 سنوات من الالتزام؟! أم العبادات وخاصة في رمضان أصبحت عادات؟! فأنا منذ 5 سنوات لم أشعر بطعم رمضان كالسابق... لم يعد لرمضان حلاوة في قلبي!!
تعوَّدنا على رمضان وأصبحنا نراه مثل الحاسوب في النسخ واللصق! فصرنا ننسخ أعواماً ونلصقها عاماً تلو العام!! لماذا؟ لأننا ألفنا رمضان كعادة وليس عبادة، فوقعنا في فخ الروتين وأفرغنا رمضان من روحه، أفرغناه من حلاوة العبادة ولذة الطاعة!!
الخطباء يرجعون إلى أوراقهم ويعيدون نفس الخطب في المساجد!! المحاضرات هي هي!! الإفطارات، التراويح، وحتى وسائل "الانقطاع" الاجتماعي تبث لك الصور والكلمات والعبر والمواعظ نفسها!! حتى بدا هذا التكرار روتيناً قاتلاً لحياة الداعية الملتزم، وأصبح رمضان ليس له، بل لدعوة الآخرين... ينسى نفسه، وينسى قول الله تعالى: (وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ) (فاطر: 18) وترى بعد مدة أنه يمتلك المعلومات ويفتقد للتأثير، ويصبح قليل اللهفة للعبادة، ضعيف النفس للقيام!!
أيها الملتزم احفظ نفسك في جميع العبادات ولا تحوّلها لعادة فتخسر الجوهر وهو الروح، فتخسر حياتك، واعمل على تجديد إيمانك بين الفينة والأخرى، فأرقى أنواع السيارات يحتاج للمعاينة للانطلاق من جديد، وجدد إيمانك أنت قبل أن تجدده في غيرك... لا نريد ملتزمين آلاتٍ بلا أرواح، بل نريد ملتزمين أحياء مؤثرين..
أخي في الله، لا تتوقع من رمضان أن يكون شهر عبادة إذا لم تخلع ثوبك القديم وتلبس الجديد، فكما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديث: "إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ فَاسْأَلُوا اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ" رواه الحاكم وحسّنه الألباني
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة