حاصلة على شهادة ليسانس في الدراسات الإسلامية - لبنان
رسائل الله تبارك وتعالى للإنسان
في الفترات التي مرت على البشرية كان الله تبارك وتعالى يرسل رسله وأنبياءه إلى الناس يدعونهم للخير، وكان الوحي الذي ينزل على الأنبياء ينزل مرشِداً لتركِ فعْلٍ أو عمل آخر، وينزل أيضاً ببراءة المظلومين وبالأدلّة على إجرام المجرمين..
وكان الله تبارك وتعالى يمدُّ أنبياءه بالمعجزات تأييداً لهم ويحفظهم بها من كل شرّ وسوء...
أما بعد انقطاع الوحــي من السمــاء بموت رســول الله خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم.. فلم يعد هناك معجزاتٌ ولا تأييد بوحيٍ من السماء.. ليبينَ حقاً ويرشد ضالاً ويؤيد مظلوماً..
ولكن الله تبارك وتعالى أبقى لنا الرؤيا التي نراها في أحلامنا، والرسائلَ الربّانية التي يرسلها لنا ليرشدنا، وإحساسَنا القلبيَّ، وكراماتٍ غيرها يمدُّ بها من يشاء من عباده كرماً وجوداً..
ومن رسائل الله الربّانية التي يرشدنا بها للخير أن يرسل لنا ما ينبّهنا ومن ينصحنا من قلوب خيّرة مُحبة صادقة في محبتها لنا..
فعلى سبيل المثال، قد يكون أحدنا قد خطر بباله أن يتوقف عن مساعدة أحد الأشخاص فيصدف أن يفتح التلفاز فيجد كلاماً من عالِمٍ يتكلم عن الموضوع الذي يفكر فيه.. يحث في كلامه على عدم ترك عمل الخير .. فيكون هذا بمثابة رسالة من الله له بأن لا يترك مساعدة الناس ولو آذوه..
كان هناك رجل يسير بسيارته في طريقٍ صحراويٍّ ويفكر بعملٍ سوء، وإذ بورقة نفايات تلتصق بوجهه فجأة مع دخول الهواء .. فينتبه أن ما فكر فيه هو أمر سوء عليه أن لا يفعله، بل يُعْرِض عنه..
وقديماً كان أحد التابعين يقول: أنا إن أمسكتُ قلمي ولم أستطع أن أكتب كلمة واحدة سألتُ نفسي عن السبب الذي لأجله لم يكتب قلمي، فقد أكون قد ارتكبت ذنباً ما..
ومن كرامات الله لبعض الناس الرؤيا الصالحة التي يُريهم فيها أحياناً المستقبلَ أو مجرياتِ أحداثٍ معينةٍ..
فعندي قريبة لا تحلم يومياً ولا تعرف الأحلام، ولكنها عندما ترى شيئاً لا ترى غير رؤيا..
ذات مرة أخبرتني أنها لن تستمر في وظيفتها في المكان الذي تعمل فيه وأن هذا العام هو آخر عام لها فيه، وأنها ستحظى بوظيفة جديدة ولن تكون فيها سعيدة وسوف تتركها لتتزوج وتنجب أولاداً و... إلخ من الأمور التي ستحصل معها.. فسألتها: كيف عرفت؟ فروَتْ رؤيا رأتها لي ترسم لها عمرها لأكثر من عشر سنوات قادمة.. وبالفعل وجدت وظيفة جديدة وتركت المكان الذي تعمل فيه ولم تَسعَدْ في وظيفتها الجديدة وتركتها وهي في طريقها نحو الخطوة المقبلة التي رأتها في رؤياها.. ولكن انتقالها من مرحلة إلى غيرها من رؤياها كان يتم بابتلاء شديد يحصل معها.. وكأن الله تبارك وتعالى قد رسم لها حياتها في رؤياها لتبقى على تفاؤلها بأن نهاية ما تمرُّ به خير وسعادة.. فالله يريها ما يُعينها على الصبر لشدة البلاءات النازلة عليها والتي لا يحتملها إلا الصابر المحتسب..
قريبة لي ثانية أخبرتني ذات مرة رؤيا رأتها.. هذه الرؤيا تدل على أن هناك من سيفتري عليها بالكلام عند أحد الناس ويكون سبباً في ظلمٍ سيلحق بها وتفريقٍ بينها وبين أحد الأشخاص.. وما هي إلا أيام معدودات وتحقق ذلك ..
الله تبارك وتعالى لا يؤيّدنا بوحي ولا معجزة.. لكنه أبقى لنا رسائل يرسلها في الدنيا لنا علينا أن نُحسِن قراءتها ونفهمها على وجهها الصحيح لنبقى في طريق الخير والحق..
رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عندما سأله الصحابي: يا رسول الله أفتني؟ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: "استفتِ قلبك ولو أفتاك الناس وأفتوك" رواه أحمد..
أحياناً قد يخبرنا الناس أن فلاناً إنسان جيّد أو غير جيّد لكن إحساسنا يقول العكس، فنكتشف صدق مشاعرنا.. من هنا كان علينا أن نسمع صوتنا الداخلي - صوت قلبنا - ونصدقه، ولو جاء كل العالم ليثبت لنا عكس ما نحس به لا نأخذ بكلامه..
كلما صدقنا مع أنفسنا وربنا صدقَنا الله تبارك وتعالى وحفِظَنا وأيَّدنا..
فالقادم أجمل إن شاء الله تعالى.. المهم أن لا نخسر ديننا ونظلم لأجل فلان قال في فلان كذا وكذا... فالقيل والقال هو أكذب الحديث.. ولأنه كذلك، كان علينا أن نتعلّم اختبار الناس بأنفسنا ونعتمد ونثق بقلوبنا وأصواتنا الداخلية التي لن تكذب علينا أبداً.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يثبّتنا على الصدق معه ليصدُقَنا دائماً ويحيطنا بالصادقين ويكشف لنا كذب الكاذبين وخداعهم لنا.. فهناك الكثير ممن يلبسون ثياب الصالحين وهم شياطين.. وأحياناً لكثرة ذنوبنا تعمى بصيرتنا فلا نرى حقيقة من حولنا..
نسأله تعالى أن يغفر لنا وأن ينير بصائرنا وأن يربّينا على عينه ويرعانا فهو الحي الذي لا يموت والذي قال لنبي الله موسى: (ولتصنع على عيني) (طه: 39)
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة