أخلاقنا.. ليست (هَبَلاً)!
يحزّ القلب أن تتعامل برُقيّ وتسمو بأخلاقِك مع الآخرين.. تتواضع لأنك تعلم أنها تعاليم دينك.. وتتنازل (برغبة) عن بعض حقوقكِ لأنك على يقين أن العلاقات الإنسانية أهم من الأمور المادية.. حتى لو (صفعك) الذي توسّمتَ فيه يوماً أخلاقاً وتربية بأنه أدنى بكثير مما كنت تتخيل.. ولكن هذا لا يُبعِدكَ قيد أنملة عمّا (قررت) أن تكونه حين لبست ثوب الدَّين القشيب وانتهجتَ نهج محمد (صلى الله عليه وسلم)..
وتمضي الأيام لتجد أنه كلّما تعاملت بأخلاق كلما زاد (الوضيع) بتهميشك والتعالي عليك.. وتفسير تصرفاتك بشكل خاطئ تماماً وبانتزاع بعض (حقوقك) وكأنك بكل بساطة لستَ هنا! ومن جديد تقف متفكّراً: هل أواجه لأُريهم حجمهم الحقيقي أم أغض الطرف وأمضي لِما هداني ربي جل وعلا من الأخلاق وستنكسر شوكتهم يوماً على يد مَن هو (أعتى) منهم قوة في الوضاعة؟!
مؤلمٌ أن ترى الأقزام (يتعملقون) وزادهم في الحياة بضع قروش أكرمهم بها ربي جل وعلا.. وكثير (ادّعاءات) يرون بعدها أنهم أكبر من البشر! ومَن يتجاهلهم ويرتقي بأخلاقه إن لم يكن يتمتع إلا بهذه الأخلاق لطاشت في الميزان! فكيف إن كان يملك أكثر من ذلك بكثير.. وكيف إن كان قد طلّق الدنيا بأموالها وزخرفها وزينتها التي كان يرفل بها ابتغاء الآخرة وتقرباً من الله جل وعلا.. فحينها تختلط عليه المشاعر! وكلما زادوا في طغيانهم عليه تراقصت عبارة على شفتيه يلجم نفسه من تكرارها خوفاً من الرياء! مفادها: "ما تتعالون فيه اليوم ركلته برِجلي ذات هداية.. ولو بقيتُ في جاهليتي تلك - التي تفخرون بها اليوم عليّ - لَما قبلتُ التعرف عليكم ولا معاشرتكم!".
أمرٌ مخزٍ أن يكون المظهر (دينياً) بينما الباطن (دنيوياً) بحتاً.. فليس العتب على مَن باع دينه فاستهزأ بالأخلاق والحجاب.. وكان عنده الملتزم (أهبلاً) لأنه خلوق.. فعليه أن يكون حاذقاً (شاطراً) متلوّناً لينجح! أما الذي يتخفّى بالدّين وهو لا يدري من أي الينابيع يرتوي! فيتكبّر ويتعالى.. ثم يهمّش ولا يعرف للاحترام والتقدير معنىً.. ويتخبّط في (الأنا) في الوقت الذي يتعاطى معه المؤمن بأخلاق الإسلام حسب قاعدة "أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين" وهذا أخي في الإسلام عليّ أن أرحمه وأساعده وأؤثره على نفسي.. فحينها كيف تستوي هذه المعادلة حين لا يكون مستحقاً للقب "مؤمن" وهو على الإسلام؟!
لهؤلاء أقول: أخلاقنا ليست (هَبَلاً) وإنما نتقرّب بها إلى الله تعالى.. ليرضى! فليس أسهل علينا من أن نعلي الأصوات ونُظهر في تصرفاتكم العورات ثم نسلخ الكِبَر عنكم بكلماتنا لنُريكم حجمكم! ولكننا سلكنا الطريق الأصعب: الصبر على إيذائكم والتعالي عن وضاعتكم.. فما عند الله خير وأبقى.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة