حين نمشي على السبعة؟؟
تعلَّمنا منذ صغرنا أنّ الإنسان إذا ما أراد أن يعْبُر من مرحلة الرَّضاعة إلى مرحلة الطفولة فعليه عبور أقسى وأقوى امتحان ألا وهو: "المشي"، وفيه يسقط، ربما يُؤذَى، وفيه يتعلَّم كيف يأخذ الإرشادات من والدَيه، وفيه يبني في رأسه آلاف المعلومات عن التوازن الجسمي والذهني، السؤال الآن: " على ماذا يمشي الطفل"؟؟؟
إذا كان جوابك: "يمشي الطفل على رجليه الاثنتين" فهذا جواب كل سكان الكرة الأرضية!! ولكن المفاجأة تأتينا إذا ما عرفنا أن الإنسان في الحقيقة يمشي على السبع!! لنتعرف معاً على قيمة المشي الحقيقية.
أريد من هذه الصنارة أنْ أستهدف الأمهات مباشرة حول تربية الأبناء، وأن ألفت النظر لطريقة مشي أخرى؛ وهي المشي على السبع ، ولكن أولاً ما هي هذه السبعة... باختصار هي: مقتضيات لا إله إلا الله...
ونعرفها سريعاً وهي المقتضى: "الإيماني - التعبدي - التشريعي - الأخلاقي - الحضاري - التعبيري - الفكري".
هذه الأمور التي يجب أن تعيها كلُّ أُمٍّ ومربِّيةٍ ومعلّمةٍ، وتحاول زرعها في الأطفال لكي يمشوا عليها، فالطفل الذي لديه قوة المشي على الرجلين بكل عوائقها يستطيع أن يفكّر ويستنبط ويحاور ليصل إلى " لا إله إلا الله" ومقتضياتها؛ لأنها باختصار هي التي سوف يحيا عليها...
المشي على الرجلين يوصله للناس، ولكنّ المشي على المقتضيات السبعة يوصلنا إلى ناشئة وإلى جيلٍ يعرف معنى الإيمان، وأنه لن يعيش ولن يمشي بدونه، وأن العبادة التي تشغل فكره وعقله أهم من أي شيء في الدنيا، وأن الشريعة الغرّاء هي شجرة نستظل تحتها ولا نستسيغ العيش إلا في ظلها، وأن أخلاقنا مرتبطة بالرسول (صلى الله عليه وسلم) ولا تنفكّ في أقسى المواقف، وأننا خُلِقنا لبناء حضارة... بالله عليكم من منكم يقول لطفله أن يمشي اليوم ليبني حضارة الإسلام؟؟ وأنَّ فِكْرنا وتعبيرنا مرتبط تمام الارتباط بالقرآن يدور معه أينما دار؟؟
علِّموا أولادكم المقتضيات السبعة لنحصل على جيل فريد كما كان جيل النبوّة، أوجِدوا الوسائل والاقتراحات والألعاب المناسبة وكثِّفوا وجودَهم مع القرآن، واجعلوا الشريعة في نظرهم الخط الأحمر؟!! وقولوا لهم: أنت الذي ستبني حضارة الإسلام...
ختاماً: من منكم قالت في نفسها الآن مشى ولدي على رجليه ليعبر الدنيا، وحان الوقت لأنْ يمشي على "لا إله إلا الله" ليعبر إلى الآخرة؟!؟ صنارة ليست تعجيزية... ضعي الخطَّة وتعاوَني واستعيني بالله ولا تعجزي...
في الحلقة الثانية سنستهدف الدعاة الملتزمين.. ماذا حققوا من ثمرة المقتضيات السبعة، وكيف يستخدمونها وما الطريقة الأمثل في حفظها؟؟ ترقَّبونا في أمان الله...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن