حين نمشي على السبع!
تعرّفنا في العدد السابق إلى طريقة جديدة في المشي لا يعرفها إلا المسلمون، ولا يعيها إلا المربّون، ولا ينعم بها إلا المقتدون، إنها المقتضيات السبع التي ترفع المسلم لخانة علوية، تجعله بحق خير شاهد ومثال على: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (آل عمران: 110)...
ولكي نعيد استذكارها معاً،فهي المقتضى: "الإيماني، التعبّدي، التشريعي، الأخلاقي، الحضاري، التعبيري،الفكري"... ولكن حلقتنا من هذه الصنارة تسأل الدعاة الملتزمين: ماذا حققوا من ثمرة المقتضيات السبع؟ وكيف يستخدمونها؟ وما الطريقة الأمثل في حفظها؟؟
الجواب على سؤال ماذا حققنا من المقتضيات السبع؟ هو أنه وجب عليك الاستعداد والتدرُّب على الرد عليه في الدنيا، لأنك ستُسأل عنه في الآخرة لا محالة، فأعِدَّ للسؤال جواباً واضحاً؟! كيف كنت تتعامل مع إيمانك وتقوّيه، بل ما هي ثمرة عبادتك في ظل دعوتك، وهل كانت كلماتك تحت شرع الله تَصُول، ومعاملتك للناس بالأخلاق تَجُول، وهل سعيت لبناء حضارة في الأرض، تفكر وتعبر عنها لكي تُنجي نفسك يوم العرض؟!... أعِدَّ للأسئلة أجوبة واضحة وتفقّد نفسك، ماذا فعلت؟ وماذا ينقصني بعد؟ وبهذا تكون حياتك ويكون مماتك على هذه السبع؟!
وهنا تأتي النصيحة، بكيفية حفظها واستخدامها، فأقول مستعيناً بالله: الطريقة بسيطة وهي:"افتح في عقلك سبعة صناديق، وهذه الصناديق في عقلك عبارة عن مكان حفظ للأفكار حسب ترتيب المقتضيات"، فإذا ذهبت لخطبة الجمعة وسمعت الخطيب يتلو قصة تضحية عمار بن ياسر، فضعها مباشرة في عقلك في الصندوق الإيماني، وإذا ذهبت لدرس في أحد المساجد وسمعت الشيخ يتلو آية الاستخلاف في الأرض، فضع الكلام في الصندوق التشريعي أو الصندوق الحضاري، ولا مانع من تشريك الصناديق. ومع المداومة على هذه الطريقة تفتح في عقلك مميزات جديدة وحديثة في الوعي وحسن استقبال المعلومة، وفي برمجتها في عقلك برمجة مميزة، وحين تريد استرجاعها ما عليك سوى فتح الصندوق المخصّص لها وتنتهي الحكاية؟!
نحن نبحث ونريد أن نصنع جيلنا بدعاة وملتزمين من الطراز الأول، مؤهَّلين متعلِّمين متفقهين سريعي البديهة، هذا حقنا وواجبنا، فبضاعتنا - الإسلام - غالية وتحتاج الجهود والطاقات الكليّة، والجوارح والعقول. هذه الطريقة مجرّبة، ففيها تجبر نفسك على الإنصات لكي تتمكن من وضعها في الصندوق المناسب، وتريد منك التحليل لمعرفة الصندوق الأمثل لوضعها فيه، إنك بحاجة إلى تمرّس بسيط لتعرف كيف تسترجع المعلومة.
الصندوق فكرة من الأفكار، والمشي على السبع هو أحلى اختيار، فلا يؤخركم عنها في العمل الانتظار، فدنياك هي ميدان الاختبار، فكم من عمر ولّى وراح ولم يبنِ فيه صاحبه الدار؟ فخذ مبادرة على طريق الإعمار، وكن سبباً للدعوة في الاستمرار، وكن للسبعة سبعاً تكن من الأخيار...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة