مَاذَا لَوْ زَارَنَا رَمَضَان؟
إنها نعمة أن يزورك حبيب أو عزيز، والأفضل منها أن يزورك كريم أو عظيم، والأجمل منهما أن يزورك مَنْ كلُّ هذا فيه.
ضيف خفيف الظل، طيب الرائحة، حامل الهدايا، مُزِيل الهَم والغم، رافع القَدْرْ والفضل، مُنَظِّفْ النفس والبطن، يحسن التعامل، معه تكسب رضاء الرب.
إنه رمضان:
· ينادي يا أهلَ الخطايا: "أنا أحملها عنكم، وألبسكم عوضًا عنها أبهى الحُلُل".
· ينادي الأثرياءَ: "يا أهلَ الدثور أنا فرصتكُم أنفقوا سراً وعلناً يُضاعَفْ أجرُكم فيَّ، وتتربّعون على عرش قلوب الفقراء والمحتاجين، فينهمرون عليكم دعاءً وثناءً".
· ينادي أصحابَ العقول الراجحة: "أكثروا التأمل فيَّ فقد زدتكم وقتاً للصفاء لم تألفوه فتذوَّقوا نسائم السحر ولن تنسوه".
· ينادي أصحابَ القلوب القاسية: "عيشوا معي أجمل ساعات حياتكم حيث تزدادون شفافية ورقة وعذوبة".
· ينادي أصحابَ القرآن: " أنا شهر القرآن، اقرأوا وارتقوا، وافهموا وطبقوا. ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
· ينادي أهلَ الشفقة: "زُوروا الأيتام والفقراء، لَبُّوا نداء الفطرة فيكم، لمسة لرأس يتيم بحنان تعمُر قلوبَكم بالأمن والاطمئنان".
نعم إنه رمضان: فرصة لاكتساب الحسنات وترك المنكرات والتزود بعظيم العادات والمهارات، وما على العقلاء إلا اغتنام الفرصة فقد يكون آخرَ رمضان يشهدونه أو قد يأتي رمضان العام المقبل وهم بصحة سيئة أو ظروف شاقة وعندها لا ينفع الندم.
ونحن أمام الشهر أصناف فمنّا:
أهلُ الإسلام: يصومون ويصلون ويتصدقون ويقرأون ويفعلون الخيرات ويتركون المنكرات.
أهلُ المصالح والأهواء: يتركون الطعام تخفيفاً للوزن، ويطعمون الفقراء ليكسبوا الأوسمة والثناء. ويصلون مداراة للناس.
أهلُ الفسوق والفجور: أعداء رمضان، انتهازيون يغتنمون رمضان لتسويق بضائعهم العفنة الفاسدة؛ بخيمة هنا أو مسلسل هناك، إنهم خصوم رمضان، صرفوا الناس عن رمضان رب العالمين إلى رمضان الشياطين.
فلنكن ممن يعرف "ماذا يعني رمضان؟" ولْنُحْسن استقباله والتعامل معه ووداعه وعدم خيانته بعد رحيله. عندها ننال الأجر الوفير والخير الكثير وتذوب معاصينا وخطايانا كما يذوب الجليد، فننطلق لعام جديد بنفْسٍ مِلْؤُها الطموح والعمل ويعود رمضان الجديد فيجدنا على أحسن حال، فيزيدنا حُسنًا على حُسن، نحمد الرب ونسأله القَبول ويكون رمضان في كل عام محطة للانطلاق والتغيير. وهكذا لو زارنا رمضان، كان نَعْمَ الزائر وكنا نِعْمَ المَزُورِينَ.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن