ثورةُ إرادةٍ شبابية... مفتاح الخلاص
التاريخ:
فى : المقالات العامة
595 مشاهدة
ينتظر جيلَ الشباب مهماتٌ ضخمة ودور عظيم في ظل أوضاع قاسية متخلفة تعيشها مجتمعاتنا من جراء ما يلي:
1. فساد الحكام وَعفَن الأنظمة.
2. سيطرة العقلية القبلية الجاهلية على مستوى نمط تفكير الفرد والتفكير العائلي والتقاليد السياسية والحزبية.
3. تخلّف اجتماعي وعلمي وفساد إداري مُخجل.
وقبل ذلك كله وأهم من ذلك كلِّه انتشار التديُّن التقليدي الذي لُحمتُه وسُداه مجرّد التعصُّب الطائفي وإحلالُه محل التديُّن الواعي الحقيقي، وارتفاع نِسَب أعداد المشايخ ضعاف الشخصية فاسدي النية اللاهثين وراء الدنيا المرتَهَنين للزعامات السياسية مما أنتج طبقة من (الكهنوت الديني) أفسدت الدين وأشاعت السوء وغطَّت الانحراف وأعطتْ أسوأ صورة عن الإسلام، ويصدُقُ عليها تماماً نبوءةُ الصادق المصدَّق السيد المبارك سيد العالمين وخاتم النبيين المبعوث رحمة للعالمين سيّدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم:"يكون في آخر الزمان رجال يَخْتِلون الدنيا بالدين، ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمرّ من الصَّبِر، يقول الله عز وجل: أعليّ يجترئون أم بي يغترُّون؟ لأُتيحَنّهم فتنة تَدَع الحليم حيران" مُدمج من حديثَيْ أبي هريرة وابن عمر أخرجهما الإمام الترمذي في سننه محسّناً رواية ابن عمر، مع تحسين بعض أهل العلم للحديث بمجموع روايتَيْه وشواهده. والخَتْل: معناه الخِداع، والصَّبِر: نبات شديد المرارة، وللعلاّمة الشيخ محمد عوّامة شرح مفيد للحديث في كتابه القيم "من صحاح الأحاديث القدسية"، أما الفتنة المتوعَّد عليها في الحديث فهي تصدُق على الفتنة العمياء التي نعيشها: فتنة أُذلت فيها الأمة، وتراجع دورها الحضاري، وشاع فيها الفساد، وانتشر في أوساط فئات كبيرة من الناس الكذب والنفاق السياسي والرشوة وهدر المال والظلم الاجتماعي والتملُّق الديني، ومن يطّلع على تقرير التنمية الإنسانية للعام 2009 المنشور على الجزيرة نت تحت عنوان: (تحديات أمن الإنسان في البلدان العربية) تَهُوله المعلومات والأرقام ويصاب حقاً بالغَثَيان من واقع المجتمعات وزيف الطبقة السياسية في بلاد المسلمين.
ولكنْ بما أننا نَدين بدين عظيم (أساسُه التوحيد) أي إخلاص الصلة بالله رب العالمين وإفراده سبحانه وتعالى بالعبادة واعتقاد أنه متصف بكمالات غير متناهية وأنه تقدست أسماؤه وتباركت صفاته هو الرب المدبّر لكل شيء، وهو مولى وناصر ومُمِدّ ومُعزّ من يلجأ إليه ويعتزّ به سبحانه وتعالى، وأنه عزّ وجلّ أنزل لنا ديناً فيه عزُّ الأمة وقوَّتُها، وفيه نهضتها وسؤدُدُها ومجدُها... فلن يُحيط بنا اليأس ولن نستسلم لإرادة من يُحاصرنا بطوقٍ من التخلُّف والإذلال.
وعلى رأس قطاعات الأمة التي بثورةِ إرادتها –مسترشدة بالحكماء الربانيين وأهل العلم الأحرار العاملين- تتغير الأوضاع بإذن الله ولو بعد حين (قطاع الشباب)…. ثورة إرادية منتظرة منهم تتجلى فيما يلي:
أولاً: إرادة الانتفاض على الواقع المُذِلّ بالعَوْدة إلى ينابيع التديُّن الصافي المتمثلة بالقرآن العظيم والسنة النبوية المباركة والإجماع من مجتهدي الأمة وعقولها الفقهية العظيمة والتأسي بالربانيين أهل العقل والفهم وأهل السلوك والعلم، لا بكل متهاون يظهر على الفضائيات -بالطبع لا ينطبق على الجميع- ممن يُميّع الشريعة ويَخْتِلًُ الدنيا بالدين.
ثانياً: التديُّن السلوكي والأخلاقي الذي يبرهن على حُسن الصلة بالله وحسن الفهم لدينه، وعلى روعة الصورة الحضارية لشباب الأمة… الذين هم عقلها الواعي وعزمُها الحديدي وأداؤها الحضاري.
ثالثاً: الوعي السياسي فقد أصبح واضحاً أنّ أحد أبعاد تخلُّف الأمة استغفالُها سياسياً وسَوْقها بعقلية (راعي قطيع الغنم)! وهذا ما يجب أن نرفضه جميعُنا وخاصة الشباب منا وبالأخص الطلاب لأنهم جيلها المثقف وعقلها الخصب.
رابعاً: التفوُّق في الاختصاصات والتبحُّر في العلم وإتقان الأعمال والجِدّ في البناء الإيماني والفكري والخُلُقي والعلمي للذات لأن هذا البناء هو أساس النهوض الحضاري والتغيير الاجتماعي.
خامساً: الارتباط بأهل العلم العاملين الصالحين والمشاركة في صفوف (العمل الإسلامي الصادق) بفعّالية وحيويّة، ورَفْدُه بالطاقات والاختصاصات والتقدُّم به إلى الأمام وأخذ مواقع التأثير والدفع فيه لا الهامشية والتفرُّج عليه...
فندائي لكم يا شباب
جُدّوا فإن الأمر جِدُّ وله أَعِدّوا واستعِدّوا
وتوكّلوا على الله وأخلصوا الوِجْهة إليه واصدُقوا معه وثقوا بنصرِه وتحابّوا فيما بينكم واشحذوا هِمَمكم وارتبطوا بعلمائكم الربانيين الأحرار، وعلى الله قَصْدُ السبيل. والحمد لله رب العالمين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن