الوقت هو الحياة
كتب بواسطة بقلم: وفاء مصطفى
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1639 مشاهدة
إذا أردت أن تكون ناجحاً في حياتك فعليك بتنظيم وقتك، وإذا أردت أن تكون متميزاً فعليك بتطوير ذاتك والموازنة بين أدوارك في الحياة، كأن تكون طالباً، وموظفاً، وابناً، وعضواً في نادٍ، أو جمعية، وزوجاً.. إلخ ... وحتى تحقق نوعية الحياة التي تريدها يجب أن تحاكي سِيَر العظماء، وتتعرف على عادات الناجحين.
وما نجح الناجحون إلا بتنظيم أوقاتهم وحُسْن استغلالهم لها، ولا بلغ المتميزون المعالي إلا بتحقيق أهدافهم.
خصائص الوقت
تستيقظ في الصباح الباكر ممتلئاً قوةً ونشاطاً وحيوية، وقبل أن تبدأ ببرنامجك اليومي تضع يدك في جيبك لتتحسّس الكنز الذي يوضع في جعبتك كل صباح... إنه موجود كاملاً غير منقوص، ولعلك تتساءل: ترى ما هو ذلك الكنز؟ هل هو دولارات؟ لا... إنه أغلى من ذلك. هل هو ذهب؟ لا، إنه أغلى من الذهب... إنه أساس الحياة...
إنه الوقت الذي لم يهبه الله تعالى إياك فقط وإنما وهبه لجميع البشر بالتساوي، وهو عبارة عن 24 ساعة تفعل فيها ما تشاء بإرادتك واختيارك، وفي آخر اليوم تكون قد جمعت حصيلتك، وفزت بإنجازك... فالوقت عملة نادرة، سريع الانقضاء، لا يعود إذا ذهب ولا يعوّض إذا ضاع، لا ينتظرك...
أهمية الوقت
(والعصر، إن الإنسان لفي خُسْر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصَوا بالحق وتواصوا بالصبر)، قال رسول الله (ص): "لا تزول قَدَما عَبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فِيْمَ أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه...". أقسم تبارك وتعالى بالعصر للدلالة على أهمية الوقت؛ فقال تعالى:
الوقت هو أغلى ما تملك، ثروة لا تعوض يملكها جميع البشر تحدد نجاحك أو فشلك. وحُسن استغلالك لوقتك هو الذي يضعك إما على القِمة، وفي أعلى عِلِّيين، أو يهوي بك إلى القاع، حيث الجهل والتخلف. وما بين حياتك وموتك يكمن حجم الإنجاز الذي أنجزته، والأعمال التي قمتَ بها، والأفكار المبدعة التي نفذتها، والابتكارات التي ابتكرتها، والإضافات التي أضفتها في عملك، والتأثير الذي أثرته في الآخرين... وتبرز بصماتك على الدنيا واضحة جَلِية للعِيان، شاهدة على العصر، يتحدث عنها التاريخ، شريطة أن يكون الجِد والاجتهاد ديدنك، مضحِّياً بالمال والوقت والجهد، صابراً مثابراً محتسباً الأجر من الله حتى يأتيك الثمر!!
يقول الشاعر:
والوقت أنفس ما عُنِيتَ بحفظه
وأراه أسهلَ ما عليك يَضيع
إنّ إدارتنا الصحيحة للوقت قد تضيف إلى حياتنا عمراً أطول إذا استطعنا أن نستغل كل دقيقة ضائعة من أوقاتنا، وإذا استطعنا أن نقوم بالأعمال الصالحة بطريقة صحيحة نكون بذلك قد حقّقنا الجودة في جميع أعمالنا حتى نتغلب على الأزمات المالية التي تحيط بنا من كل مكان، فنخفِّض التكاليف، ونوفِّر الجهود، ونحفظ الوقت، ونحقق الأهداف.
الشباب والوقت
إنّ حُسْن استثمار الوقت يشكِّل للشباب حلماً بعيد المنال، وهاجساً لمن لا يُحسن منهم إدارة وقته، وهم كُثر؛ فمنهم من يجلس بصحبة رفاقه في استراحات الجامعات يثرثرون ويتسامرون في حين أن المحاضرات قائمة، والبعض الآخر يتسكع في مراكز التسوق أو على الطرقات...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله: ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
كثيراً ما يردد الشباب عبارة: الوقت قد فات.. ولم يعد هناك أمل!! وأقول لهم: إن الوقت لم يفت، ولا يزال لدينا متسع منه، فكّروا بالنجاح دائماً، وكونوا متفائلين، وتحكّموا بمسار حياتكم.
أيها الشباب: إذا كانت لديكم رغبة حارقة للوصول إلى غاياتكم وطموحاتكم في عصر مُتَنامٍ سريع التطوُّر والتغيُّر... فهيا إلى العمل لتحقيق الإنجازات التي إليها تطمحون، وكونواعلى قدر تحديات الحياة.
من هم مضيعو وقتك؟
ومن الأسباب التي تضيِّع الوقت: مشاهدة التلفاز، الأصدقاء، المقاطعات، الهاتف، اللهو غير المرغوب فيه، الخروج إلى مراكز التسوق، المشكلات الجانبية، مزاولة الهوايات أكثر من الوقت المخصّص على حساب الأَوْلوِيّات، الانشغال بعَلاقة مع الجنس الآخر!
لا تؤجل ولا تسوِّف
إنّ الناجحين يعرفون كيف يستغلون أوقاتهم، يخطِّطون، وينفِّذون، ولا يسوِّفون ولا يؤجلون، يعرفون كيف يصوِّبون سهامهم نحو أهدافهم، ومتى يرمون في اللحظة المناسبة وفي المكان المناسب، لذلك فهم يَصِلون إلى غاياتهم سريعاً، أما المسوِّفون والمؤجِّلون فلا يَصِلون أبداً.
إذا كنت تقدِّر قيمة الوقت وتريد لحياتك جودة ونوعية، وتـــــريــد أن تصبح عَظيماً يُشار إليك بالبَنان فغيِّر عاداتك واعرف كيف تستغلّ وقتك الثمين في الأعمال العظيمة.
كيف تستفيد من وقتك؟
· تعرّف على الأسباب التي تهدر وقتك واجتنبها، ولا تضيّع وقتك الثمين مع قرناء السوء أو مع مَن لا يعرف قيمة وقته.
· خطِّط ليومك الجديد كل مساء.
· اكتب قائمة بالأعمال التي ستقوم بها خلال اليوم: ابدأ الآن، لا تسوِّف، ولا تؤجِّل... وافعل كل شيء كما خططتَ له.
· لا تسمح بمقاطعات الآخرين لك، واكتب المشكلات التي تشتِّت تركيزك وتقلِّل من إنتاجيتك، واعمل على حلّها، وركز في عمل واحد حتى تنهيه.
· ضع أولويات حياتك؛ اعرف الهدف الأسمى من وجودك في الحياة وضع أولوياتك بناءً على ذلك.
· ضع أهدافك حسب أدوارك في الحياة، حدِّد المهم والعاجل والأقل أهمية...
· اتخذ صديقاً يساندك ويُعينك على الإنجاز.
· استعن بأدوات تنظيم الوقت.. كالمفكرة، أو برنامج على الحاسوب، أو قوائم تخطِّطها بنفسك لتضع خططاً وبرامج تسير على هداها، أو منظِّم للوقت، أو دفتر مواعيد.
· واستعن بالله في جميع أمورك.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن