في ذكرى مولدك يا سيِّدَ العالمين يا رسول الله
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1775 مشاهدة
تحلُو الحياة عندما يرتبط الإنسان بالعظماء، العظماء الذين صَلَحوا في أنفسهم وأصلحوا الدنيا من حولهم. وأعظم هؤلاء سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في يوم مولدك يا حبيبنا يا رسول الله، نشعر بالعز كما نشعر بالحياء والخجل، أنت الرحمةُ المهداة الذي أَرْسَلكَ ربُّكَ لتخرجنا من عبادة العباد، إلى عبادة ربّ العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سَعة الدنيا والآخرة. خِفْتَ علينا أن نرجع بعدك كفاراً، يَضربُ بعضُنا رقابَ بعض، وبَلَغَ من خوفك أن كدت تُذْهِبُ نفسَك علينا حسرةً! حوّلتنا إلى قادة يقف أحَدُنا أمام القياصرة والملوك رافعَ الرأس، شامخ الأنف، واضح الرؤية، شديد الثقة، قوي العزيمة، لا يخاف في الله لومة لائم.
واليوم يا سيدنا يا رسول الله، حالنا لا نُحْسَد عليه، من ضياع فكري وضعف ديني وتخلُّف اجتماعي وسياسي واقتصادي، وأشلاء ممزقة ولا رأس ولا قيادة، يَعْبَثُ المجرمون بخيراتنا ومعتقداتنا بل بكل ديننا، فيُحرِّفون على هواهم ويَحْكُمون بخلاف شريعتك وعلى غير هُداك.
ومع أننا يا رسول الله لسنا على ما يرام إلا أننا تَعلمنا من هديك وروائع حكَمك أَنَّ مع العسر يسراً وأنَّ النصر قادم بإذن الله مهما حلكت الظروف، ولا يليق بنا في هذا اليوم إلا أَنْ نعود إلى رشدنا وسالف عزّنا، فنعقد العزم على الجِدّ والتوبة، والتمسك بهديك في كل شؤون الحياة.
فنؤمن يا رسول الله أن دينك حق، وأن عِزَّنا ومجدنا وشرفنا ورِفعتنا مرهونٌ بتمسكنا وحرصنا على بقائه حيّاً فينا، كما نؤمن بأننا كلما ابتعدنا وأعرضنا ازددنا مهانة وذلاً.
ونحن اليوم أكثر من أي وقت مضى نؤمن بأن مشاكلنا الفكرية والاقتصادية والنفسية والتربوية والاجتماعية والسياسية كلها لن تُحلَّ إلا بالعودة إلى دينك وسيرتك وهديك .
لذا نَوَدُّ أن نعاهدك في يومنا هذا: أننا سنكون أكثر وعياً وفهماً، سنقرأ كتابك وسُنّتك وسنمتثل أمرك وتوجيهك, لن تجدنا إلا حيث تحب يا رسول الله، وسننفض عنَّا غُبار الجَهْلِ والعجز والتقليد الأعمى، وسنكون كل يوم في موقع مُتقدِّم، إخوةً متحابِّين يسعى كـل منا لسعـادة أخيه، نَعِيْ مَعـالم طريقنا، ونَعْرِف أحبابنا وأعداءنا بكل وضوح.
لن يكون حالنا في العام القادم بـإذن الله كحالنـا هذا العـام؛ آملين أن يخفّ نزيـف جراحنا ويطيب الخاطر وتنفرج الأسارير لأننا سنكون بهديك أوثق، وبسنّتك وتوجيهك أرشد. وصلى الله وسلم عليك في العالمين ورفع ذكرك في الأولين والآخرين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة