نظرة عامة في الشخصية اليهودية
كتب بواسطة بقلم: محمد علي دولة
التاريخ:
فى : المقالات العامة
619 مشاهدة
معالم الشخصية اليهودية (1)
تكوّنت لليهود عَبْر تاريخهم الطويل، وعَبْر الأحداث الكبرى التي اكتَوَوْ بنارها شخصية غريبة عجيبة. لقد ساهم في إيجاد معالم هذه الشخصية ذلك الاضطهاد والإذلال الذي عانَوْا منه طويلاً وهم تحت سطوة الفراعنة في مصر، ثم الضربات الموجعة التي أصابتهم من الفلسطينيين بقيادة جالوت، ومن الإمبراطوريات المتتابعة: الآشوريون، المصريون، البابليّون، اليونان، وأخيراً الرومان الذين أنهَوْا وجودَ من بقي منهم في فلسطين.
ويُضاف إلى الاضطهاد والإذلال الذي لَحِقهم في معظم أدوار تاريخهم ما سيطر على قلوبهم وسلوكهم من تمرّد وعصيانٍ، وعدم قَبولهم لدين الله، وإعراضهم عن التوراة والأنبياء، ووَلَعِهم الطويل بعبادة الأوثان التي أُشْرِبَتْها قلوبُهم منذ غربتهم في مصر. فهذه الأمور كلّها قد كان لها نصيبٌ في صناعة الشخصية اليهودية غير السويَّة.
وهكذا غادر اليهود - على مراحل - الأرض المقدّسة، وشُتتوا في أنحاء الأرض كلِّها، وهم يحملون هذه الشخصية العجيبة الفريدة، التي تجمَّع فيها كثيرٌ من عناصر الشرِّ والفساد...
كانت شخصية شيطانية عاتية أكثر منها إنسانية سويَّة، فاسقة مارقة أكثر منها مؤمنة صالحة، هدّامة مدمِّرة أكثر منها بنّاءة مفيدة، عُدوانية ضارة أكثر منها مسالمة نافعة، شَقِيَتْ بها البشرية أكثر مما سَعِدتْ، ونالت من شرّها أكثر مما جَنَت من خيرها!!
ولقد شاركهم في الاتصاف بهذه المعالم البارزة أولئك الذين دخلوا في دينهم، من الذين لم ينتسبوا إلى أسباط بني إسرائيل.
وهكذا فقد عُرِف اليهوديّ في أوروبا بأنّه شِرِّير مُعْتَدٍ، مُستَغِل جَشِع. وفي بلاد الحجاز من أرض العرب عُرف اليهود بأنّهم ماكرون مُخادعون، وفي يوم بُعاث - وهو آخر أيام العِداء والقتال بين الأوس والخزرج - صاح أحد العُقلاء في قومه الأوس: «يا قوم أَبْقوا على إخوانكم - يريد الخزرج الذين هُزموا في نهاية المعارك - فوَالله إنّ جِوارَهم خيرٌ من جوار الثعالب». وما كان يريد بالثعالب إلا اليهود من سكان يثرب.
والشخصية اليهودية، التي سوف نتناول بعض معالمها الأساسية في هذه المقالات، واقع حيٌّ ثقيل، تسكن معالمها مُعْظم اليهود، وهي قائمة منذ زمن بعيد ومستمرة فيهم.
إننا لا نريد من دراستنا للشخصية اليهودية الجانب الذي اهتم به علماء النفس، كذلك لا نريد أن نُلمَّ بما عُرف في علم الإنسان «الأنثربولوجيا»، بل نريد تلك «السِمات العقلية والاجتماعية والانفعالية التي تُميّز الشخص عن غيره»، إننا نريد هذه السمات وما ينشأ عنها من النظريات والمعتقدات والمعاملات والآراء.
وقد يسأل سائل: من أين اكتسب اليهود معالم شخصيتهم؟ وما الذي غرس تلك المعالم في قلوبهم ونفوسهم، وإليكم الجواب:
1. يأتي في مقدمة تلك المصادر ما اكتسبته ذرية بني إسرائيل من آبائهم، وما توارثوه من التواءاتهم وتمرّدهم الدائم، من البداية. وقد ظهر التباين الصارخ بين يوسف عليه السلام وبين إخوته، فهو كما قال عن نفسه أمام إخوته: {قَالُواْ أَإِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ؟ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا، إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (يوسف:90). لقد نشأ تقيّاً محسناً واستوى كذلك، أما إخوته فقد قال لهم - وأسرّها في نفسه - أنتم شرٌّ مكاناً!! إنّها الوراثة من الآباء هي أول مصادر تكوين الشخصية اليهودية.
إنّ جيل الخروج من مصر كان جيلاً متمرداً، قاسي القلب، زائغ العقيدة، جباناً يُؤثِر سفاسف الأمور على معاليها. وهكذا كانت سيرة أجيال بني إسرائيل الأوائل المدرسة الأولى التي استقى منها اليهود فيما بعد معالم شخصيتهم.
2. تأثّر اليهود بالنصوص المحرّفة التي شاعت في كتبهم المقدَّسة عندهم وأخذوا منها أشياء كثيرة لا تمتّ إلى الوحي الإلهي بِصِلة. لقد قرأوا في سِفْر التثنية: «أمّا مُدن تلك الشعوب التي يُعطيك الربُّ إلهُك إيَّاها ميراثاً،فلا تَسْتَبْقِ منهم نَسَمة، بل حَرِّمهم تحريماً» أي اُقتلهم قتلاً ذريعاً. ومِن هنا أصبحت الشخصية اليهودية عُدْوانية تحب القتل، ولا ترى فيه عملاً كبيراً ولا ذنباً عظيماً!
3. ذكريات الاضطهاد والقتل والنفي والطَّرد التي امتلأ بها تاريخهم، التي اختزنوها في قلوبهم، تلك الذكريات التي ملأت نفوسهم حقداً وعنصريةً وبُغضاً وتعالياً ضدَّ الآخرين، وجعلتهم يعيشون طويلاً في دفء الأماني الكاذبة، ويدَّعون لأنفسهم ما يدَّعون!!
ولقد ورد في كتبهم المقدَّسة عندهم ذكر معالم تلك الشخصية، وجلّت تلك الكتب دفائن نفوسهم، وأظهرتهم على حقيقتهم، فأسفار العهد القديم وأسفار العهد الجديد أفاضت في الحديث في هذا المجال.
ثم جاء القرآن الكريم فاضحاً للقوم، واصفاً لأعمالهم، كاشفاً عن مخازيهم، متحدثاً عما يضمرون من شرٍّ مستطير تجاه البشرية جميعاً، ناعياً عليهم دعاواهم وأكاذيبهم.
ولقد تحدَّث عنهم القادةُ والزعماءُ الكبار والكتّاب والمفكرون قديماً وحديثاً، ولم يُجمِع هؤلاء على وصف أي مجموعة بشرية بجميع مفردات السوء كما وصفوا شخصية اليهود، ويكفي هنا أن أستشهد بالقول الجامع البليغ للمفكِّر اليهودي المعاصر نحمان سيركين: «اليهود شعبٌ سيِّئ بطبعه، لا يمكن إصلاحه، شعب أناني يَسْعَى إلى استعباد العالم أجمع، شعب يُعتبر معادياً لغير اليهود رغم جهود الاندماج. اليهوديُّ حاملُ لواء الرأسمالية والاستقلال والربا والقهر، يَقْلِبُ ويدمِّر كل ما هو مستقر. إنَّه تجسيد الاضطراب في العالم. وباختصار: إنَّ الشعب اليهودي هو لعنة إنسانية».
ولنبدأ الآن بتقديم معالم تلك الشخصية التي برزت لنا في دراستنا لها. ولكن قبل الحديث الموسَّع عن كل مَعْلم من هذه المعالم، أقدِّم للقارئ قائمة تحتوي على عناوين هذه المعالم، وقد اقتصرت على ذكر اثني عشرَ مَعْلماً تكاد تحيط بهذه الشخصية المتميزة الفريدة في السوء، وتعرِّيها من بهرجها وأكاذيبها وادِّعاءاتها، وتُظهرها على حقيقتها الكالحة أمام الأمم والشعوب. وهذا تعداد لتلك المعالم التي سوف أتناولها بتوضيح وإسهاب إن شاء الله:
1. الشخصية اليهودية: شخصية غير متديِّنة في معظم أفرادها، وفي معظم مراحل تاريخها.
2. وهي شخصية تُسكتها الدّعاوَى الكاذبة والأماني الفارغة، والأحلام المضلِّلة.
3. وهي شخصية عنصرية متحجِّرة، ومنغلقة حاقدة.
4. وهي شخصية مفسدة في الأرض، تُشعل الحروب، وتُثير الفتن.
5. وهي شخصية تعلو في الأرض حين تتمكن، ولا ترى في الوجود مكاناً لغيرها.
6. وهي شخصية عدوانية شرِّيرة، تهوى إلحاق الأذى بالآخرين.
7. وهي شخصية تهوى الكذب، ويهيمن على حياتها، تكذب على الآخرين وتكذِّب الآخرين وتُبهتهم.
8. وهي شخصية ماكرة مخادعة، تنبذ العهود وتنقض العقود.
9. وهي شخصية قاسية جدّاً، تحمل قلوباً حجريَّة، ولا تنفذ إليها نسائم الرحمة.
10. وهي شخصية جبانة تعشق البقاء، وتكره الموت في سبيل المبدأ، وتعيش حالة دائمة من التوحُّد.
11. وهي شخصية تُعاني مما ضربه الله عليها من الذِّلَّة والمَسْكنة، وممّا أوقعه بها من القصاص.
12. وهي شخصية غبية، لا فِطْنة عندها، مخدوعة عن رأيها، لا يبشر مستقبلها بنجاح ولا فلاح.
وأخيراً: فهذه طباع قبيحة جداً، جمعت أكثر ما في الحياة من مفاسد ورذائل، ولا نتَّهم بها جميع اليهود، ففيهم الإنسانيون البنّاؤون، وفيهم العُدول الرُّحماء الذين يُنكرون على قومهم الظلم والطغيان، وينكرون على دولتهم الغاصبة وقادتها همجيتهم وقسوتهم، وعدوانهم على الفلسطينيين، ولكنّ هؤلاء استثناءٌ يدخلون ضمن ما جاء في الكتاب العزيز: (لَيْسُوا سَوَاءً: منْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُون) (آل عمران:113).
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة