الشيوخ والسياسة
كتب بواسطة د. صلاح الخالدي
التاريخ:
فى : المقالات العامة
505 مشاهدة
معظم الشيوخ لا يُحسنون العمل في السياسة، ولا دخول عالمها الشائك، ولا السير في "دهاليزها" وتعاريجها وأنفاقها المظلمة، وإذا دخل أحدهم عالمها تاه وأخطأ، وإذا تكلم فيها أساء!! ولعل السبب في ذلك أنهم لا ينطلقون في التعامل معها مِن مُقرَّرات الكتاب والسنة، ولا يتمتعون ببصيرة قرآنية نافذة، وفطنة إيمانية واعية، ومن السهل على "شياطين" السياسة أن يخدعوهم ويلبسوا عليهم الأمر، ويروهم السيئ حسناً
و"سقطة" الشيخ المخدوع في السياسة سقطة كبيرة مؤذية، لأن هذا الشيخ عند عامة المسلمين عالم ورمز وقدوة، يعتبرونه مُمثّلاً للإسلام، ولذلك تنسحب سقطته السياسية على الإسلام، وعلى رجاله ودعاته!! وكان الأولى بهذا الشيخ أن يتأنّى ويتمهّل، وأن ينتبه ويحذَر، وأن يفكر في الأمر بوعي وبصيرة، وإدراك وفهم، قبل أن يقول أو يفعل!!
ولنذكر بعض الأمثلة على بعض "السقطات" السياسية الكبيرة لبعض الشيوخ، التي "حرقتهم" وأساءت إليهم وإلى غيرهم.
- شيخ الأزهر الراحل "محمد سيد طنطاوي" يلتقي مع رئيس الكيان اليهودي "بيريس" ، ويصافحه بقوة وحرارة، وابتسامة عريضة، أمام الكاميرات، وفي بث حيّ على الفضائيات، وعندما عوتب في ذلك قال: لم أعرف أنه بيريس!!
- ويدخل في هذا الباب ما حصل من الشيخ "محمد العريفي" في الأيام الماضية.. لا أدري مَن مِن شياطين "التطبيع" زيّن وأوحى له أن يذهب إلى القدس المحتلة، وأن يصور من "الأقصى" حلقة من برنامجه التلفزيوني.. واعتبر الشيخ الموضوع "سبقاً" إعلامياً مثيراً، يدفع الناس إلى متابعته - وهذا ضروري للنجومية التلفزيونية المثيرة، وقاتل الله هذه النجومية التي قضت على شيوخ كثيرين - وأعلن عن هذا السبق الإعلامي النجومي، وفوجئ كثيرون بهذا السبق الإعلامي، وحزن دعاة المواجهة والمقاومة - وهم أغلبية الشعوب - من خطوة الشيخ القادمة، وأشفقوا عليه، ونصحه الناصحون الغيورون، لكنه استمر في ترتيب "خبطته" الإعلامية المثيرة، على أنها إحسان منه وصواب!! وأُحرجت السعودية من خطوة الشيخ، وهددته بتطبيق القانون عليه، وإدانته لمخالفته، عند ذلك "اضطر" الشيخ إلى التراجع، وإلغاء ما كان قد صمَّم عليه، ولم يذكر في بيان تراجعه السبب الحقيقي الذي دفعه إلى ذلك، وادعى أنه ما كان ينوي الذهاب إلى القدس، وإنما سيصور من جبال الأردن، وهو خلاف ما كان قد صرح به من قبل! وكانت سقطة كبيرة للشيخ! سامحه الله وألهمه البصيرة والوعي والصواب!!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن