شخصية عدوانية شرِّيرة - معالم الشخصية اليهودية (8)
كتب بواسطة بقلم: محمد علي دولة
التاريخ:
فى : المقالات العامة
609 مشاهدة
العدوان جزء أصيل من نسيج الشخصية اليهودية وحاجة نفسيّة عند اليهود لا بدّ لهم أن يمارسوها يومياً، وإلاّ فقد قصَّروا في واجب أصيل، يتوجب عليهم أن يقوموا به في كل يوم من حياتهم تجاه العالم، ويعتقدون أنّهم إن قصّروا في أدائه ولم يفعلوه فقد ارتكبوا إثماً كبيراً!
كان العدوان سِمة بارزة من سِماتهم الشخصية منذ أن ظهروا على مسرح التاريخ، فإذا ما جوبهوا بعدوٍّ أقوى منهم خَنَسوا في ذِلّة وانكسار، حتى إذا واتتهم الفرصة لإبراز هذا الخُلُق فيها نهضوا من جديد لممارسته.
اعتدَوْا على الضّعفاء منهم وغيرهم منذ القديم، ودأبوا على ذلك، ولن يدَعوا الأذى والعدوان حتّى تدع الوحوش المفترسة تَوْقها إلى اقتناص فرائسها.
هانت عليهم دماء النّاس وأموالهم وأعراضهم وكل شيء لهم، واتخذوا هذه القاعدة الشِّريرة في تعاملهم مع الآخرين: )لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( (آل عمران: 75).
ويريدون أنّه لا إثم عليهم ولا حَرجَ فيما يُلحقونه بغيرهم من القتل والبَغْي والزنى وأكل المال وسوء المعاملة!!
والحقيقة أنّهم لم يتحرّجوا من فِعل كثير من هذه الأمور حتى مع الضعفاء من بني جلدتهم، وهذا هو نبيهم هوشع - وهو من أنبياء مملكة الشمال (إسرائيل) وقد عاصر سقوطها سنة 722م - ينعَى عليها كثرة الموبقات وألوان العدوان التي كان يمتلىء بها مجتمعهم، فيقول (ليس في الأرض حقٌّ ولا رَحْمة، ولا معرفة لله!! لقد فاضت الَّلعنة والكذب والقتل والزنى، والدماء تلامس الدماء)!
بل لقد اعتدَوْا على أكرم الخَلْق على الله عز وجل؛ الأنبياء الكِرام، فقتلوا بعضهم وكذبوا البعض، ولقد آذَوْا نبيَّهم العظيم موسى عليه السلام وأخاه هارون عليه السلام حتى اشتكيا من ذلك: )وَإِذ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ؟(!! (الصف:5). ولقد قال هارون لأخيه موسى عليهما السلام يصف له ما أصابه منهم من أذىً حين حاول نهيهم عن عبادة العجل: )ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ( (الأعراف:150).
وصفتهم أسفارُهم المقدَّسة بأنّهم جماعة شرِّيرة في أكثر من موضع. جاء في سِفر العدَد - وهو أحد الأسفار الخمسة التي ينسبونها إلى موسى عليه السلام: «وكلَّم الربُّ موسى وهارون قائلاً: إلى متى هذه الجماعة الشرِّيرة المتذمرة عليّ؟!!».
وبعد موسى بأكثر من سبعة قرون جاء النبي حزقيال عليه السلام، وسجَّل سِفْرُه أنَّ بني إسرائيل استمروا يعملون الشر ولم ينفكوا عنه أبداً. جاء في هذا السِّفْر: «هكذا قال السيِّد الربُّ: اِصْفق، واخْبِط برجلك وقل: آه من جميع قبائح بيت إسرائيل الشرِّيرة!!».
لقد كان ملوكهم قُدْوة سوء لشعوبهم في فعل الشر والعدوان، ولقد أخزَى الله معظمهم في الحياة الدنيا قبل الآخرة، فقُتلوا، وسُلبوا الحكم، وكانت نهايتهم نهاية مأساوية.
وصفت الأسفار كل ملوكهم تقريباً بهذا الوصف القبيح: «وَصَنَع الشرَّ في عيني الربّ».
لقد وردت هذه العبارة ثلاث وأربعين مرة في وصف حوالي أربعين مَلِكاً حكموا في المملكتين المنقسمتين بعد سليمان عليه السلام!!
أما عُدْوانهم المستمر وشرورهم القبيحة في مملكتهم الثالثة المعاصرة (إسرائيل)، فحدِّث عن ذلك ولا حَرَج، لقد أجمع على فعل الشرّ والضَّرر بعباد الله المستضعفين من أهل فلسطين جميعُ رجالات هذه المملكة المعتدية المجرمة، من قادة العصابات، والجنرالات والوزراء والمُدراء، إلى الحاخامات والمتدينين، الذين دفعوا المجرم الذي كان يزعم التّديُّن (باروخ غولدشتاين) إلى قتل عشرات المصلِّين في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل في عام 1994م، لقد قَتَل هذا المجرمُ الناسَ وهم ساجدون لله عز وجلّ في صلاة الفجر، ومنحه المعتدون من الحخامات بعد قتله لقب: «شهيد حرب» من أجل أرض إسرائيل!!
بل إنّ العدوان الذي هو سِمَة بارزة في الشخصية اليهوديَّة عَبْر القرون، قد تسرَّب إلى قلوب الناس الذين تهوّدوا، وليس لهم نَسَب يصلهم بأسباط اليهود قديماً، لقد سرى هذا العدوان إلى قلب الملك اليمني الحِمْيَري: (يوسف ذو نواس) الذي تهوَّد في القرن الخامس الميلادي، وكان من أعماله القبيحة جداً التي أنكرها عليه القرآن الكريم حَرْقُ المؤمنين من النصارى وإيقاد النار بهم بعد أن حُفرت لهم الأخاديد!! قال تعالى: )قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُود النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَليْها قُعود وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالمُؤْمِنِينَ شُهودوَمَا نَقَموا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا باللهِ العزيزِ الحَمِيد( (البروج: 4-8)!!
إنَّهم في عدوانهم همجيُّون مُتوحِّشون، فهم لا يكتفون بالعدوان، بل يوقعونه في أبشع صورة، وأقسى طريقة، تراهم لا يكتفون بصدِّ الناس عن دينهم الذي يعادونه، وبمنعهم من أداء عباداتهم، بل يحرقونهم بالنار، ويُبيدون خضراءهم!! كما مرَّ معنا في حادثة الأخدود.
من أجل كفرهم بالله ورسله وآياته، ومن أجل ارتكابهم سائر المعاصي، ومن أجل العدوان الدائم على عباد الله الذي جعلوه منهج حياتهم... من أجل كل ذلك جازاهم الله الجزاء الذي يستحقونه في الحياة الدنيا، بأن ضرب عليهم الذِّلة والمَسْكنة، وغضب عليهم غضباً دائماً؛ قال الله تعالى: )ضُربت عليهم الذلَّةُ أينما ثُقفوا إلا بحًبْلٍ من اللهِ وحبلٍ من الناسِ وباؤوا بغضبٍ من اللهِ وضُربت عليهم المسْكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياءَ بغيرِ حقٍّ ذلك بما عَصَوْا وكانوا يعتدون( (آل عمران:112).
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة