«شِلّة»... مجرمين!
كتب بواسطة بقلم: سهاد عكيلة
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1346 مشاهدة
وردفي رسالة جاءت تحت عنوان: "تجفيف منابع الاعتدال والتطرف": "الفارس الشهم:
تحية محبة وسلام وإخاء. إننا نحن أمام عصر من التنوير بعد انتهاء حقبة الحرب الباردة وبداية حقبة النظام العالمي الجديد، لنتطلع إلى إخواننا اللبنانيين الأحرار بعين من الأمل والثقة بأنهم ومن خلال "منتدى الفكر العربي" يدركون تمام الإدراك أهمية وضع حد للتيار الإسلامي الأصولي منه والمعتدل، ذلك التيار الذي لم تنفع جميع الأساليب التي استخدمناها في إيقاف مده وسيطرته على أغلب الجماهير في دول الشرق الأوسط. ولا شك أننا جميعاً وفي خلال هذا القرن خطَوْنا خطوات جبارة في تحقيق الكثير من الأهداف التي سبق وضعها من خلال إخوانكم الكبار؛ فها هي «إسرائيل» قد قامت، وأغلب دول الشرق الأوسط وقّعت كثيراً من الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية معها، وها هي مسيرة السلام قد تخطت جميع الحواجز والعراقيل التي وُضعت لها.
إننا متفقون جميعاً على أهمية تجفيف منابع المد الإسلامي حتى يمكن حُسْره في حقبة زمنية معينة ثم ينتهي إلى الأبد، ونكون قد حققنا هدفنا الأكبر! إزاء التوصيات التي تخرجون بها من خلال ندواتكم، يجب أن نتناول موضوع تجفيف منابع المد الإسلامي وأهمها إلغاء المواد الإسلامية من الفصول المدرسية في جميع بلدان الشرق الأوسط، كذلك يجب أن ننظر إلى المواد التاريخية نظرة مختلفة عن السابق؛ فالافتخار بالماضي أو البكاء عليه لا يمكن أن يقدم الأمم ويحسِّن من مستواها الاقتصادي، خصوصاً إذا كان هذا التاريخ مليئاً بالرجعية والظلم والخرافات.
نحن بطبيعة الحال لسنا ضد الإسلام كحضارة وثقافة ولكننا جميعاً ضد التيارات الإسلامية الأصولية الإرهابية. في الختام نرجو لمنتداكم النجاح والتوفيق".
التوقيع : ميشال أنطون
محفل الشرق الأوسط
هذا خطابٌ وُجِّه للمفكر السياسي فهمي هويدي من هذا المحفل الماسوني كونه عضواً في "منتدى الفكر العربي". خطاب ينضح وقاحة وسُمّاً وهو يشرح بوضوح خلاصة المخطط العالمي الرامي إلى التخلص من الإسلام الحركي التغييري، ويحارب وجوده في واقع الحياة، ويدعو لاستئصاله... فإقامة الكيان الغاصب، والدعوة الصريحة إلى تجفيف منابع المد الإسلامي الأصولي منه والمعتدل وأهمها إلغاء المواد الإسلامية من الفصول المدرسية في جميع بلدان الشرق الأوسط، لينشأ جيل منفصل عن دينه وعن تاريخه، وانتهاج سياسة الفوضى الخلاّقة في العراق وأفغانستان حتى تسهل السيطرة، وقد لا يكون لبنان بمنأى عن هذه السياسة...
كل ذلك لا يحتاج إلى تفسيرات وتأويلات وتحليلات، ولا يحتاج كثيراً إلى فضح أسرار وكشف وثائق هي في واقع الأمر تحصيل حاصل لكل الممارسات الإجرامية التي أنتجها الاحتلال في بلاد المسلمين. ومنها الوثائق "الويكيليكسية" التي بلغت 400 ألف وثيقة من الملفات الأمريكية السرية، وأحدثت ضجة عالمية كبرى وأدت إلى حبس رئيس موقع ويكيليكس جوليان أسانغ؛ فمن المحللين من ذهب إلى أن الموقع تحركه جهة دولية لتحقيق أهدافها ولا يستبعد أن تكون أمريكا نفسها، وقد يكون نشرها تحقيق مصلحة كبرى للكيان الصهيوني، وآخرون يرَوْن أنها ثمار الإعلام الحر وعدم احتكار المعلومة في عصر يعتبر فيه امتلاكها أساساً في إدارة المعارك.
وأياً يكن الأمر فإن ما فضحته الوثائق من ممارسات إرهاب الدولة المنظّم بحق العراق وأبنائه من قتل (150 ألف قتيل) وتعذيب واغتصاب وتدمير ونهب ثروات... شاهدها العالم بأسره عبر الشاشات وجرّبها الضحايا عياناً، وكذلك ما فضحته الوثائق من مواقف مخزية لرؤساء وأنظمة في الشرق الأوسط (يصرّ البعض على دعوتهم بأولياء الأمور) متماهية تماماً مع السياسات الصهيونية والأمريكية... كل ذلك ليس بجديد، إنما الجديد في الأمر هو تلك المعلومات والاعترافات التي يُضفي عليها التوثيق بُعداً قيمياً بحيث يشكل أوراق إدانة لا مجال للطعن في صدقيتها ولا تترك لأصحابها فرصة للتملص منها.
وما يعنينا من كل ما تقدم التوقف عند:
1حجم المكر الذي يدبر للأمة الإسلامية بالسر والعلن: {بل مكر الليل والنهار}، ومما يحمّل هذا الجيل مسؤولية أن يكون على قدر هذا التحدي.
2مقدار الغباء أو العمالة التي يتسم بأحدهما بعض المثقفين والمفكرين المسلمين المخدوعين عندما ينظِّرون للسياسات الغربية ويصدِّقون مصطلحات مثل: عصر التنوير، مسيرة السلام، النظام العالمي الجديد...
3توجيه الخطاب من محفل ماسوني لمنتدى الفكر العربي له خلفياته ويطرح الكثير الكثير من علامات الاستفهام والتعجب!!!
4ضرورة التيقّظ والتسلح بالوعي السياسي حتى لا تدهسنا عجلة السياسة ونحن غافلون لا نفهم أبعاد ما يحدث من حولنا إلا بعد أن تقع الواقعة.
5التقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات؛ فالحرب لم يعد السلاح التقليدي أهم أدواتها، وإنما الإعلام بجميع أشكاله، على رأسها الإعلام الإلكتروني.
6التخطيط؛ بعد حيازة مكوّناته ومنها فَهم طبيعة الواقع والبيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والجغرافية من حولنا، والإفادة من دروس التاريخ... فنحن نلحظ أن كل ما ورد في الرسالة الصادرة عن المحفل الماسوني يتم تنفيذه بطريقة مدروسة وفق خطط مرحلية كل مرحلة تقود للتي تليها، فمخطط تجفيف منابع المد الإسلامي اتخذ أشكالاً مختلفة من تجميد أرصدة الحركات الإسلامية، وتضييق الحكومات عليها، وملاحقة رموزها وجعل معظمهم على لوائح الإرهاب... وكذلك تغيير المناهج الدراسية؛ حيث استجابت معظم الدول العربية لهذا المطلب الصهيوني المُلِح فحذفت الآيات التي تدعو إلى الجهاد في سبيل الله، وتلك التي تصف حقيقة اليهود، وغيرها...
كل ذلك يحمّل هذا الجيل مسؤولية التهيؤ للمرحلة المقبلة من الصراع الوجودي مع أعدائنا الذين يتخذون أسماءً وأوصافاً وأشكالاً مختلفة متنوّعة حجم التنوّع القائم في هذا العصر... فهذا الصراع لا ينفع معه الجلوس خلف الشاشات منتقدين ومنظِّرين وشاكين باكين... وإنما الذي ينفع: فَهم العدو وكُنه حقيقة الصراع معه، ومحاربته بأدواته وأسلحته على تعددها، والإعداد ثم الإعداد ثم الإعداد بكل ما تحمله هذه الكلمة من أبعاد ومقوِّمات وأدوات، لذلك جعل الله {ما استطعتم من قوة} مفتوحة لتقديرات كل عصر وجيل وللقوة المتعارف عليها في هذا العصر: {وأعدّوا لهم...}.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة