إلى المتطاولين على الشريعة.. يقول الله تعالى: (لا تعتذروا قد كفرتم)
لقد نطق (وئام وهاب) بالسموم كالعادة ولكنه هذه المرة لم يكتف بالسب والبذاءة التي تليق به وبأمثاله، (وكل إناء يَنْضح بما فيه)، بل أعماه تكبره وتجبره محاولاً النيل من شعائر الدين، في حجاب المرأة المسلمة ونقابها وتطبيق نظام العقوبات الشرعية على جنايات القتل والسرقة وغيرها.
1) إننا نربأ بأنفسنا عن الخوض في مستوى شتائمه مع خصومه السياسيين أمثاله، أما أن يقدح في مبادئ ديننا ونصوصه فهذا ما لن يسمح به المسلمون له ولا لغيره، فنصرة الدين واجبنا، قال الله تعالى: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِن الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ) . والعدوان يُرد بمثله.
2) ثارت على تهوره وبذاءته عاصفةُ تحركات وردود، فهذا يَرُدّ كلامه على قائله، وذاك يدّعي عليه، وثالث يطالب بإنزال أشد العقوبات في حقّه قبل فوات الأوان، وقُرى عكار والضنية والبقاع ومدينة طرابلس وغيرها، والمحامون وعدد من الجماعات الإسلامية تحركوا مطالبين بمعاقبته، وبعض المفتين وقفوا في وجهه مطالبين بوضع حدّ له والتبرُّؤ منه ومن تطاوله وتهوره وبذاءته مما ينذر بفتنة خطيرة جدًّا إن لم يضع حدًّا لنفسه حتى وإن صدر عنه اعتذار بعد ذلك. وآخرون قاموا بحرق صورته وبدوسها وطالبوا المفتين بهدر دمه... وهنالك من يتعجب من جرأته وانحطاط كلماته، ومن جرأته أيضاً في التطاول على الشرف والشرفاء مع ادعائه بأنه أشرف الناس!! وقد بلغ خطؤه فُحشاً جعل أهل دينه يتبرأون منه والحمد لله.
3) ويبقى السؤال: هل يكفي الاعتذار وادعاء أنها زلّة لسان؟ قال الله تعالى: (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ ) [التوبة: 64-66] ونحن نجيبه بذلك.
4) هل يكفي من حلفائه أن يقولوا له: (عيب عليك)؟ وهل هذه هي ردود الأفعال التي اعتدناها منهم. وإن التبرؤ الحقيقي وحده هو الذي يؤكد على كراهة الموقف الخسيس.
5) هذا وإن حقده لم يقتصر على الحجاب بل نال القانون الإسلامي القرآني، ورأيناه يتعاطف مع السفاحين المجرمين القتلة، مبدياً حزنه على عقوبتهم بالقتل أو قطع يد السارق، لأن "تحت إبطه مسلّة". وكأنه نسي من الذي يهدد بقطع الأيدي! وكأنه نسي تهديده لخصومه بأن يضعهم في صناديق السيارت!!
6) لقد جاء هذا الاعتداء على الحجاب متزامناً مع إعلانات من قِبَل خصومه تستغل تشويه صورة المحجبات للتهييج السياسي والمزايدات وهم الذين سارعوا إلى استغلال سفاهته وكأنهم منها براء.
7) وإن هذه المحطة تؤكد واجب المسلمين في تعظيم شعائر الله وشرائعه في العبادات كما في الاقتصاد والسياسة الإسلامية التي هي السياسة العادلة، وفي قانون الجنايات الذي يحفظ أمن المجتمع وحقوق الشعوب مسلمةً كانت أو غير مسلمة ما دامت بعيدة عن الإخلال بالنظام والقانون الإسلامي وبعيدة عن التطاول على مقدسات المسلمين، كما حفظت دولة الإسلام شعوبها من غير المسلمين طيلة 1300 سنة ومنعت التعرّض لدينهم بالاستهزاء تطبيقاً لقول الله تعالى: (وَلا تَسُبّوا الَّذينَ يَدعُونَ مِن دونِ اللهِ فَيَسُبّوا اللهَ عَدْواً بِغَيرِ عِلمٍ)..
8) وقد أتاح للمسلمين جميعاً شرف الدفاع عن دينهم سواء أكانوا ملتزمين بأحكامه أو مقصرين، محجبات أو مقصرات، وهذا خيرٌ تَحقَّقَ والحمد لله من حيث أراد هو الشر!!
9) إن العقوبات والردود على هذه الجريمة يجب أن تكون رادعة ومتنوعة ومتوافقة مع الشريعة، ومن أهم هذه الردود:
- (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) [الأحزاب: 59].
- التزام المسلمة بحجابها واعتزازها به، ودعوة غير المتحجبات إلى الإسراع للاستجابة لأمر الله إذ في هذه الفريضة الخير العظيم لهن.
- الاعتزاز بالإسلام وكل أحكامه وحمايتها من المسّ بها.
- التبرؤ من كل من يتطاول على الشريعة ويتسافه على الإسلام أو أيّ فريضة من فرائضه.
- نبذ العَلمانية التي تفصل الدين عن الحياة وتعطل تطبيق الشريعة.
- التحذير من الاستهزاء بالله ورسوله والمؤمنين الصالحين.
قال الله تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفرتم)[التوبة: 66.65].
وأما هو الذي ادعى أنها زلّة لسان فنقول له: نعم، إنها زلة لسان ولكن ما خفي أعظم، قال الله تعالى: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)، وصدق الله أصدق القائلين:
(قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ)
جمعية الاتحاد الإسلامي
بيروت في يوم الجمعة 13 ربيع الآخر 1432هـ
الموافق له 18 آذار 2011م
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة