منهج الطغاة :إما أن تكون حماراً وإلا...
تداول المصريون قديماً طرفة شهيرة تقول: إنَّ أحد الطُّغاة زار حديقة الحيوان فسأل الحمارَ: ماذا تأكل؟ فقال: آكل ما يعطونني. فقال: فمتى تنام؟ قال: حين يأمرونني. فقال: هذا يصلح عضواً في مجلس الشعب.
وهكذا الطّاغية يريدك حماراً تقوم على خدمته وتنفِّذ أوامره وتصبر على ظلمه وتكون غبياً لتصدِّق أكاذيبه ويُسيِّرك على هواه كيفما شاء، فإن استكنتَ وتذلَّلتَ ونافقتَ ولم تُعارِض أو تَثُر وتغضب من هذه المعاملة المُهينة تحصل على الدَّعم والتَّكريم والخدمات، ولا تُلاحَق من الأمن، بل وتكون من المقرّبين فعل فرعون حين وعد السَّحرة إن غلبوا موسى أن يجعلهم من حاشيته {فلمَّا جاء السَّحرةُ قالوا لفرعون أَئنَّ لنا لأجراً إن كنَّا نحن الغالبين ] قال نعم وإنَّكم إذاً لمن المقرَّبين} لكن لمَّا استخدموا عقولهم ولم يقبلوا أن يكونوا له حميراً وآمنوا بموسى عليه السلام: أنكر عليهم فرعون وأراد منهم أن يستأذنوه فيما تعقد عليه قلوبهم وعقولهم: {قال آمنتُم له قبل أن آذن لكُم} إلى هذا الحدّ كان فرعون يستعبد الناس! فلذلك أبعد السَّحرة إلى الحدّ الذي صلّبهم فيه!
وهذا حال فراعنة اليوم ومنهم معدوم البركة - وأمثاله كثير - حيث أبعد كلَّ المعارضين في مجلس الشعب بتزوير الانتخابات لأنَّهم لم يقبلوا أن يكونوا حميراً مثل الحزب الوطني، فلمَّا احتجُّوا ضدّ ظلمه الذي تفاقم اعتبرهم «كلاباً» تنبح; لذلك تُهمَل وتُزجَر وتُنهَر وتُطرَد، فلمَّا ثار الشَّعب وانتفض وتظاهر اعتبرهم حشرات فدهسهم بالسَّيارات في الطرقات، فأثبتوا له أنَّهم أُسود بصمودهم وتــحــدِّيهم واستشهادهم، بـيــنــما الـطَّاغية ونظامه كانوا هُم الحمير لغبائهم؛ فزعم وزير خارجيته (أبو الغيط) أنَّه لا توجد أيّ أخطاء في السِّياسة الخارجيّة وكأنَّه لا يسمع المتظاهرين وهم يُردِّدون: (حصار غزة باطل)، وردّد عمر سليمان كلمة أوباما (خارطة الطريق لحل أزمة مصر) ليتعرَّض لسخرية الشّعب المصري الذي قال (إنَّ عمر سليمان يظنّ أنّه سيتعاطى مع الظرف الراهن كما فعل في قضية فلسطين التى يُمسك بإدارة ملفّها الّذي فشل فيه، ولا يفهم أنَّه هنا في مصر)!
فالطَّاغية يخيِّر الشعب بين أن يكون حماراً أو كلباً فاختار الشعب المصريّ أن يكون أسداً... فماذا تختار أنت؟
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة